* أبوظبي تستضيف اجتماعات اللجنة المشتركة لإعادة إعمار الجامع النوري

* إعادة بناء وترميم الجامع التاريخي توفر ألف فرصة عمل للشباب العراقي

أبوظبي - صبري محمود



أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديم مساعدات مالية للعراق بقيمة 50.4 مليون دولار لإعادة بناء الجامع النوري ومئذنة الحدباء، والذي دمره مسلحو تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي في يونيو 2017.

واستضافت أبوظبي اجتماعات اللجنة التوجيهية المشتركة لإعادة إعمار الجامع النوري ومئذنته الحدباء أشهر معالم مدينة الموصل العراقية.

وشارك في الاجتماع نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، وارنستو ريناتو راميرز معاون مدير عام اليونسكو للشؤون الثقافية، والدكتور عبداللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السني في العراق، ويوسف محمد الضبيع أمين عام مساعد للشؤون السياسية لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتور قيس حسين وكيل وزارة الثقافة العراقية لشؤون السياحة والآثار، ورامون بليكوا سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، ورعد الألوسي السفير العراقي لدى الإمارات، والدكتور زكي أصلان المدير الإقليمي لمركز "ايكروم" الشارقة، وممثلين آخرين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".

وناقش الحضور خلال الاجتماع كيفية إشراك المجتمع المحلي والشباب في عملية إعادة الإعمار، كما تم الاتفاق على الجدول الزمني المخصص للمشروع بحيث يتم في الـ12 شهراً الأولى إزالة الأنقاض تمهيداً لوضع الأسس والقواعد الجديدة، وسيتم الانتهاء بشكل كامل من المشروع بحلول 2023.

واعتبرت المنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إن الشراكة مع الإمارات والحكومة العراقية "خطوة غير مسبوقة من التعاون لإعادة بناء التراث الثقافي في العراق ضمن مشروع مدته 5 سنوات سيعيد بناء الجامع التاريخي ومئذنته المائلة.

وتعتبر مبادرة إعادة إعمار وترميم جامع النوري الكبير التاريخي ومئذنته الحدباء، في إطار مشروع هو الأضخم من نوعه في العراق، حيث يوفر المشروع نحو 1000 فرصة عمل للشباب وبالشراكة مع "اليونسكو" ووزارة الثقافة العراقية، وبالتعاون مع المركز الدّولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم".

وستركز السنة الأولى من مشروع إعادة الإعمار على توثيق وتنظيف موقع المسجد، بالإضافة إلى رسم خطط لإعادة بنائه. بينما ستركز السنوات الأربع القادمة على ترميم وإعادة بناء المئذنة المائلة الشهيرة، وقاعة الصلاة، والمباني المجاورة.

ويبعث مشروع إعادة إعمار الجامع النوري ومنارته رسالة أمل للشباب العراقيين باعتبارهم مشاركين فاعلين في مسيرة الإعمار من خلال توفير ألف فرصة تدريبية ووظيفة خلال مراحل تنفيذ المشروع الممتدة على مدى خمس سنوات.

كما يدعم المشروع بعد اكتماله السياحة الثقافية والتنمية في المجتمع الموصلي، ويساهم في بناء مدينة حيوية مزدهرة تنشر قيم التسامح والمصالحة والانفتاح، وتعود لسابق عهدها منبراً للعلم والثقافة.

ويعتبر الجامع النوري أهم معلم في مدينة الموصل، حيث بُني في 568 هجرية - 1172 ميلادية على يدي نور الدين زنكي، ويقع في الجانب الغربي للموصل، أي أن عمره 9 قرون، ويعتبر ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، وأعيد إعماره عدة مرات كان آخرها عام 1944، ويشتهر الجامع بمنارته المحدّبة نحو الشرق، وكانت الجزء الوحيد المتبقي في مكانه، وعادة ما تقرن كلمة الحدباء مع الموصل، وتعد المنارة إحدى أبرز آثارها.