انطفأت شمعة بطلة رياضة الكاراتيه الفلسطينية نغم أبو سمرة، وهي في ريعان سنها السادس والعشرين، بعد أن هشم القصف الإسرائيلي جسدها، وأدخلها في غيبوبة، انتهت بإعلان وفاتها أمس الجمعة.

رحلت نغم لتلحق بوالدتها وشقيقتها، اللتين قُتلتا كذلك في القصف على منزلهم، مخلفات وراءهن أبا مكلوما محاصرا بالذكريات.

يستعيد والد نغم صوت الطفلة فيها، وحلمها وطموحها في أن تصبح بطلة كاراتيه.



وبحسب موقع "اليوم السابع"، يقول الأب إن نغم كانت تبلغ 4 سنوات، حين قالت له: "بابا نفسي ألعب كاراتيه أنا بحبها جدا ونفسي أحقق حلمي بممارستها، أرجوك ساعدني في تحقيق حلمي واحتراف هذه اللعبة".

لم يعرف الأب أن الحلم كان قصيرا جدا وسينتهي أسرع مما يتوقع، لكنه سارع في حينها لتلبية رغبة طفلته، وقد حققت أولى بطولاتها في الخامسة من عمرها.

يؤكد الأب المكلوم أن ابنته عشقت الكاراتيه منذ ذلك الوقت، لافتا أنه كان حريصا ووالدتها على مرافقتها في أي تدريب للكاراتيه في النادي، رغم رفض المجتمع الشرقي ممارسة الفتيات هذا النوع من الرياضات.

تفوقت نغم في الثانوية العامة، ورغم حصولها على معدل مرتفع، أصرت على متابعة حلمها ودراسة التربية الرياضية، وسعت لتجهيز ناد لتدريب الفتيات في غزة على ممارسة الكاراتية، وقد أنشأت جيلا من الفتيات الرياضيات.

تمكنت بطلة الكاراتيه من تحقيق المركز الأول في اللعبة على مستوى قطاع غزة، وفي عامي 2007 و2008 حصدت المركز الثاني على مستوى فلسطين، وحصلت على الحزام الأسود ضمن بطولات الفئات العمرية عام 2011، قبل أن تنضم لاحقا للمنتخب الفلسطيني الوطني باللعبة القتالية.

رغم صعودها المستمر في اللعبة، لكن نغم لم تهمل مسارها الأكاديمي والعملي، ونالت شهادتي البكالوريوس والماجستير في التربية الرياضية، وافتتحت بعد ذلك نادي الفتيات.

وفي 17 ديسمبر/كانون الثاني من عام 2023، انتهى حلم نغم وحياة عائلة، إذ تعرض منزلهم إلى القصف بصاروخين، هشما جسد بطلة الكاراتيه وتركها حطاما في المستشفى بقدم يمنى مبتورة وإصابات خطيرة في الرأس.

"ابنتي بين الحياة والموت.." كانت كلمات الأب بعد دخولها في غيبوبة مدة 3 أسابيع، وظل معلقا بالأمل حتى إخراجها من غزة لتلقي العلاج في الخارج.

لكن نغم أبو سمرة اختارت الانضمام إلى والدتها وشقيقتها، وقد خلفت وراءها أبا وحيدًا وحلما مهشما ومدينة تموت كل يوم تحت وطأة القصف الإسرائيلي.