إرم نيوز


تروي عائلة من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، معاناتها القاسية مع الجوع الذي استفحل بسبب الحصار الإسرائيلي المتزامن مع الحرب، ونفاد المواد الغذائية الأساسية تمامًا، إلى أن وصلت بها الحال لأكل الحشائش.

وقال رب الأسرة محمد درابيه: "نعيش ظروفًا قاسية جدًا مع استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي، تعرضنا خلالها لأبشع أنواع العقاب الجماعي، حتى وصلت بنا الحال لأن نأكل طعام الحيوانات".

وأضاف درابيه لـموقع "إرم نيوز"، "لم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، فقد نفد أيضًا طعام الحيوانات الذي كنّا نصنع منه ما يشبه الخبز، ولم يعد لدينا ما نأكله، إلى جانب الغلاء الفاحش لبعض السلع الأساسية المتوفرة".


وتابع: "منذ عشرة أيام لم نجد أبدًا ما نأكله وبدأ الأطفال يتضورون من الجوع، وليس لديّ مقدرة على تأمين الطعام، فأصبحت أجمع الحشائش من الأرض بعضها يقال له حميض وآخر قريص وأشعلت لهم النار وبدأت بطبخ هذه الحشائش مع الماء المغلي، وحاولت أن أُجمل لأطفالي الطعام وتحايلت عليهم ليأكلوا".

ولفت إلى أن "الأطفال تقبلوا طعم الحشائش الخضراء على مضض، ولولا أنهم يتضورون جوعًا ما اقتربوا منها، ولكن الجوع أجبرهم على الأكل".

من جهتها، قالت السيدة نور درابيه ربة المنزل: "لم أتوقف عن البكاء منذ أن شعرت بأنني غير قادرة على إطعام أطفالي، ورؤيتهم وبطونهم فارغة يبكون من شدة الجوع".

وأضافت درابيه: لم تعد لدينا القدرة حرفيًا على تأمين الطعام، ونعيش مجاعة حقيقية، ويراودني إحساس بأنني سأفقد أحد أطفالي بالموت جوعًا، لقد خسرنا الكثير من أوزاننا وتغيرت ملامحنا بشكل كبير، وباتت أجسادنا نحيلة ومعتلة.

وتابعت: "منذ أكثر من عشرة أيام ونحن نأكل الحشائش ذات الطعم السيئ والمرّ باستمرار وطوال الوقت، ليس لدينا بديل آخر ونحن مرغمون على ذلك".

ولفتت درابيه، إلى أن "القصف الإسرائيلي ومجازر الإبادة الجماعية لم تجبرنا على النزوح من مخيم جباليا باتجاه الجنوب، ولكن الجوع سيجبرنا على ذلك، فلا أتخيل أن أرى أحد أطفالي يموت أمام عيني جوعًا وأنا غير قادرة على فعل شيء".

وأوضحت السيدة، أن "مسألة إقناع طفل بأن يتناول شيئًا كنت تعاقبه عليه قديمًا إذا ما حاول اللعب به أو تناوله هي مسألة صعبة جدًا، فوجدت نفسي أستخدم أساليب أعتقد بأنها قاسية مع الأطفال وهي إخافتهم بأنهم في حال لم يتناولوا هذه الحشائش فإنهم سيموتون لا محالة".

وتساءلت: "إلى متى سيتم استخدام أسلوب العقاب الجماعي والتجويع بحق مئات الآلاف من المدنيين والأطفال، ومتى سيتحرك العالم من أجل إنقاذ حياتنا التي تخطت المحك".