أظهرت دراسة حديثة، أن تطعيم الأطفال ضد الجدري قد يوفر بعض الحماية ضد عدوى فيروس جدري القرود من النوع الثاني لدى الرجال، ومع ذلك، تباينت درجة الحماية عبر البلدان، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من صحة هذه النتائج.

الدراسة، التي نُشرت في دورية "يوروسيرفيلانس"، أجراها باحثون من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، ومنظمة الصحة العالمية، ومعاهد الصحة العامة في الدنمارك وفرنسا وهولندا وإسبانيا، كانت مدفوعة بتفشي جدري القرود في أوروبا في الفترة 2022-2023، والذي أثر في المقام الأول على الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال ويشاركون في سلوكيات عالية الخطورة.

وهدف الباحثون إلى تحديد فعالية التطعيم التاريخي ضد الجدري في مرحلة الطفولة ضد الحالات المؤكدة من جدري القرود، لتقديم معلومات أفضل لاستراتيجيات التطعيم للمضي قدما.

وقد حللت الدراسة حالات من بلدان تتبعت حالة التطعيم ضد الجدري وكانت لديها بيانات عن التغطية التاريخية للتطعيم، وخاصة الدنمارك وفرنسا وهولندا وإسبانيا، وركز التحليل على الرجال الذين ولدوا خلال سنوات الذروة لحملات التطعيم الوطنية ضد الجدري، والتي انتهت في عام 1971.

وباستخدام الانحدار اللوجستي وطريقة فحص فارينجتون، قدر الباحثون فعالية اللقاح في كل بلد، متبوعا بتقدير مجمع باستخدام نموذج التأثيرات العشوائية.

وأظهرت النتائج أن فعالية اللقاح تباينت على نطاق واسع، حيث تراوحت من 42% في هولندا إلى 84% في إسبانيا، مع تقدير مجمع إجمالي بنسبة 70%، ومع ذلك، كانت فترة الثقة واسعة (23-89%)، مما يشير إلى عدم يقين كبير في النتائج.

تشير هذه النتائج إلى أن التطعيم التاريخي ضد الجدري يمكن أن يحمي حوالي ثلثي الرجال ضد جدري القرود الناجم عن سلالة جدري القرود الثانية، ومع ذلك، نظرا للاختلاف بين البلدان وعدم اليقين في التقديرات، فإن الدراسة لا تدعم استخدام حالة التطعيم ضد الجدري السابقة كأساس لاستراتيجيات التطعيم التفاضلية ضد جدري القرود.

ويوصي المؤلفون بتقديم لقاح جدري القرود للأفراد المعرضين لخطر التعرض، بغض النظر عن تاريخ تطعيمهم ضد الجدري.

ونظرًا للارتفاع الأخير في حالات الإصابة بجدري القرود في وسط وشرق إفريقيا بسبب فرع جديد من النوع الأول ، تسلط الدراسة الضوء على الحاجة الملحة لإجراء أبحاث مماثلة حول فعالية لقاح الجدري ضد أحدث السلالات المنتشرة.