منذ بعض الوقت، عرف العلماء أن التحفيز الكهربائي يسرع من التئام الجروح المزمنة، مثل قرح الجلد لدى مرضى السكري. وتقوم ضمادة جديدة رقيقة ومرنة وغير مكلفة بتوصيل تيار الالتئام مباشرة إلى موقع الجرح، ويُنَشَّط ببساطة بإضافة الماء، وفقا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Science Advances. عندما ينتقل تيار كهربائي خفيف عبر الأنسجة التالفة، فإنه يُسرع من إغلاق الأنسجة عن طريق تسريع معدل انتقال الخلايا الكيراتينية (خلايا الجلد) إلى موقع الجرح. كما يقلل من العدوى عن طريق قتل البكتيريا.

باهظة الثمن... وصعبة
وتم بالفعل تصميم عدد من الضمادات التي تعالج الجروح، لكنها ليست خالية من القيود، مثل أن بعضها يمكن أن يتضمن بطاريات سميكة نسبيا وإلكترونيات أخرى، مما يجعلها باهظة الثمن وصعبة الارتداء.

كما يُتَخَلَّى في بعض أنواع الضمادات عن البطارية لصالح مصدر طاقة يُوَصَّل لاسلكيا، على الرغم من أنها تتطلب من المرضى البقاء بالقرب من ملف محول يصدر مجالًا كهرومغناطيسيًا. لكن يحد هذا النهج بشدة من قدرة المريض على الحركة. هنا يأتي دور الضمادة التجريبية الجديدة WPED، أو الضمادة الخالية من الإلكترونيات التي تعمل بالماء، والتي طُوِّرَت من قبل فريق من العلماء الأميركيين والكوريين، وهي تأخذ شكل ضمادة لاصقة جاهزة مع قطبين كهربائيين مضافين إلى جانبها السفلي وبطارية مرنة رقيقة على جانبها العلوي. وعندما تُوضَع الضمادة التي تستخدم مرة واحدة مباشرة على جرح مزمن، تتوافق الأقطاب الكهربائية مع محيط الأنسجة التالفة.

بدولار أميركي واحد
تتكون البطارية من أنود المغنيسيوم وكاثود كلوريد الفضة، ويتم فصلهما بطبقة من السليلوز المشبعة بكلوريد الصوديوم. طالما ظل السليلوز جافًا، تظل البطارية غير نشطة. ومع ذلك، بمجرد ترطيب فاصل السليلوز بقطرة من الماء، تصبح الأيونات قادرة على الانتقال من خلاله، والانتقال من الأنود إلى الكاثود. ونتيجة لذلك، تبدأ البطارية في إنتاج مجال كهربائي شعاعي بقوة 1.5 فولت ينبعث عبر الأقطاب الكهربائية إلى الأنسجة الأساسية. إن استخدام كمية واحدة من الماء يكفي لمدة تصل إلى سبع ساعات من التحفيز الكهربائي، وبعد ذلك الوقت سوف يجف الفاصل. كما أن إعادة ترطيب الفاصل ستكون كافية لمدة ساعتين أخريين من تنشيط البطارية، ولكن لأن جهاز WPED غير مكلف للغاية، ما يوازي حوالي دولار أميركي واحد، فمن الأفضل وضع ضمادة جديدة والتخلص من القديمة.
كذلك، يمكن للمرضى وضع الضمادة وتنشيطها ذاتيًا في منازلهم. ثم تظل في مكانها بشكل آمن وغير ملحوظ في أثناء قيامهم بأنشطتهم اليومية. في الاختبارات المعملية التي أجريت على الفئران، تلتئم قرح الجلد السكري المعالجة بجهاز WPED أسرع بنحو 30% من الجروح المعالجة بالضمادات التقليدية.