بقلم: بدر علي قمبر

الحمد لله الذي وهب لي هذه الفرصة السانحة للعودة من جديد إلى زاويتي الرمضانية المفضلة بأنفاس جديدة بعد سريع مضى من أعمارنا.. فكرت ملياً قبل الشروع في الكتابة.. ماذا سأكتب هذه المرة؟ وما هو الجديد الذي سأقدمه؟ وما هو عنوان العمود؟ لم أجد إلا العنوان البارز الذي ملك فؤادي في الآونة الأخيرة "السكينة".. فلماذا بالتحديد هذه الكلمة يا ترى؟

إنها ومضات سرعة أيام الحياة ومفاجآت الأقدار التي لا تعطيك أي فرصة لتقدم المزيد، ثم تلك التحديات التي تواجهك يمنة ويسرة.. تجعلك بالفعل.. تختار عنوان "سكينة النفس".. فهي المنجية لك من كل عراقيل الحياة، حتى لا تظل حبيس الهموم والأحزان، وتظل على قارعة الطريق منتظراً الأجل المحتوم..!!



اخترت "سكينة النفس" لأنها الملاذ الآمن من ملمات الحياة، وطريق الخير الذي سيجعلك تثبت وجودك بلا أي منغصات، وهي التي ستجعلك تتنازل عن كثير من الضوابط الحياتية التي اخترتها يوماً ما لتكون أسلوب حياة..

فالسكينة إنما هي الطمأنينة والاستقرار أو الرزانة والوقار، وهي التي يسبغها المولى الكريم على تلك النفوس المؤمنة القريبة من باب الرضا.. ينزلها المولى الكريم على المؤمنين الصادقين في مواطن الشدة والقلق والاضطراب والهم والحزن وابتلاءات الحياة التي يضعف حينها المرء وتخور قواه.. فتحل السكينة في نفسه كما أنزلها الله برداً وسلاماً على سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار.. فتراه هادئ النفس راضياً بكل ما حل به..

نجول بكم في أصداء هذه الزاوية في أيام رمضان العطرة لنرتقي إلى مدارج السكينة والرضا النفسي، حتى نسير في أيام عمرنا المتبقية في مسير مريح يعيننا على أعباء الطريق ونصنع معه الأثر البائن.. فسكينة النفس تعين على المزيد من العطاء وصناعة الأثر في حياة البشر.. دعونا نغوص معاً في أعماق هذه المعاني الملهمة في شهر جميل مليء بالرحمات والمغفرة.. إنها الفرصة السانحة التي لا تعوض في حياتنا.. بأن نبلغ شهر رمضان ونحن في أحسن الحال.. اللهم أعنا على صيامه وقيامه وبلغنا فيه كل خير، وبلغنا قيام ليلة القدر..

لمحة:

قال تعالى: "هو الذي أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين".