زهراء الشيخ

كانت أيام جميلة، هكذا بدأت زكية علي حديثها عن العيد "لوّل"، قائلة: قبل ليلة العيد بثالث ليالي تبدأ طقوس العيد أو الاستعداد له، من خلال وداعية شهر رمضان التي يقوم بها المسحر، وتعلق "وكان يمثل لنا ونحن "أطفال برنامج"، نخرج حتى يؤذن الفجر، بينما الناس تتسحر نبقى في الطريق حتى شروق الشمس.

أما ليلة العيد فلها طقوس أخرى، نستعد ونجهز ملابسنا ونكويها مع أننا أطفال بعمر السادسة والسابعة تقريباً، والآن الملابس مسبقاً تكون في المغسلة، ويتم كويها أيضاً وتجلب ليلة العيد أو قبلها، أو تتكفل خادمة المنزل بتجهيزها، أو حتى الأم، ولا يكون للطفل دور في تجهيزها.

وفرحتنا بالعيد، تحرمنا من النوم المتواصل، نستيقط نشاهد ملابسنا ونبتسم لها، حيث كان لملابس العيد عزة وقدسية كبيرة، ويكن لها الطفل حب وفخر كبيرين، ونعود للنوم، وهكذا.

"بلاليط" ريوق العيد

نصبح يوم العيد، ويكون النداء في المسجد اليوم عيد، تجفو أعيننا النوم، رغم أرقه وقلته في ليل الترقب، نستيقظ مع ذهاب الوالد للمسجد، والوالدة تقوم بطباخ "ريوق العيد" وغالباً يكون "بلاليط" فيه زعفران وهيل، ويزين أعلاه بقرص بيض، والآن "البلاليط" بشكل عام يكون فيه حركات تجديدية، كأن يحمر جزء منه فيصبح لونين غامق وفاتح، ويكون البيض مخلوطاً معه وأيضاً موضوع أعلاه، هذا على اعتبار أن هناك قلة مازالت تحتفي بـ"ريوق العيد" وتجتمع عليه، وتأخذ منه الطبق الشعبي مع أطباق أخرى، والغالبية الآن قد لا تأكل "الريوق" أو يأكله كل خص منفرداً ويعمله له وجبة خفيفة كما يحب أن يأكل عادة، فلا العائلة تجتمع كالسابق ولا الأفراد يستيقظون في الطباح الباكر. وتقول مؤكدة "أنا من الأفراد الذي توقفوا عن ممارسة هذه العادة الجميلة، لأنها تحتاج تجمع الأسرة وهي لا تجتمع".

"مجبوس لحم" غذاء العيد

بعد الانتهاء من الـ"ريوق"، تقوم والدتي بطبخ غذاء العيد، الذي يكون "مجبوس لحم" غالباً، ويطبخ في البيت "حيث تكون رائحة الغذاء أحد مميزات يوم العيد"، ويؤكل بعد صلاة الظهر، وقد يجتمع الأهل والجيران فيه، كلنا يجلب طعامه سواء في أحد البيوت أو مسجد، خاصة وأن العائلات كانت مركبة، وفيها عدد كبير من الأفراد نسبياً، بينما غذاء العيد الآن الساعة الثانية أو الثالثة، ويوصى قبل أسبوع من أحد المطاعم أو المطابخ، والذي لكثرة الطلب عليهم ترفص إستلام الطلبات المتأخرة، وكذلك بعض الأسر الصغيرة تذهب للغذاء في الخارج. وتبين ما زلت أطبخ الغذاء بنفسي وأرفض شراءه من أحد المطاعم.

كنا –أطفال- قبل عودة آبائنا من المسجد، نخرج للعيدية، نمر من بيت لبيت نعايد عليهم ونحصلون على مبلغ بسيط كعيدية نفرح به جداً، وكانا فعلاً نمثل العيد بفرحتنا ونشاطنا، حيث يكون يوماً مميزاً لا يأتي سوى مرتين في كل عام، نذهب لمنازل الأهل القريبة، والأبعد يأخذنا الوالدين لها، وتقول موضحة "كان نزور أكبر قدر من الأهل في العيد". بينما الطفل الآن يحصل على العيدية من أجداده وأهله، ولا أرى أنه يهتم بها ويفرح كما كنا قبل.

وتواصل كانت أيام جميلة، العصر تذهب للمسجد أولاد وبنات، نعلم هناك دون أن ينهرنا أحد، المهم يعرف أهلينا أننا في مكان يرونا ويطمئنون علينا فيه، وبعد الإنتهاء ننظف المسجد المصنوع من رمل، ونأخذ الرمل الذي يكون مع الأوساخ ونرميه في البحر لأننا نراه رمل طاهر، لانريد له أن يتبعثر هنا وهناك. وينتهي اليوم في الليل حيث تكون طاقتنا انتهت.

وتختم :" ومن الأشياء المهمة في العيد رائحة البخور، وماء الورد، نضيف بها من يزورنا، قبل انصرافهم".