إرم نيوز


يواجه أمير أسد الله زادة، عضو فريق رفع الأثقال الإيراني، الذي شارك في بطولة العالم في النرويج، مؤخرا، مشكلة مع السلطات الإيرانية؛ بعدما رفض العودة إلى إيران، وتوجه إلى ألمانيا، لتقديم طلب اللجوء السياسي.

وتعود قصة زادة إلى نوفمبر الماضي، عندما رفض ارتداء قميص حمل صورة قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق التابع للحرس الثوري، والذي قُتل في غارة جوية للجيش الأمريكي بالقرب من مطار بغداد الدولي مطلع العام 2020.

وكشف رافع الأثقال في الفريق الوطني الإيراني كيف هرب من الفندق الذي كان يقيم فيه مع بقية أفراد الفريق في النرويج، قائلا إنه وجد نفسه يركض في منتصف الليل للنجاة بحياته.


وفي مقابلة مع شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية، اليوم الإثنين، قال أمير أسد الله زادة، إنه في منتصف البطولة التي كان يشارك بها، شعر بأنه مضطر للتخلي عن فريقه والفرار.

وأشار زادة البالغ من العمر 31 عاما، إلى أنه عانى الأمرين باتخاذ قرار الهروب الذي من شأنه أن يغير حياته بأكملها، وأنه عند الفجر كان قد اتخذ قراره وخرج من فندقه في مدينة ”ستافنجر“ النرويجية على ساحل بحر الشمال.

وقال زادة: ”أخذت ما أحتاجه في رحلتي وغادرت .. ركضت بسرعة نحو محطة الحافلات، لكنني وصلت متأخرا بخمس دقائق .. كان الجو مظلما للغاية، وكنت متوترا للغاية“.

وأضاف: ”بينما كنت أنتظر، كنت أعيد تقييم قراري باستمرار، شعرت أنني مكشوف وضعيف .. لم يكن لدي خيار آخر ..حاولت أن أركض في الشارع مباشرة أمام الفندق بأقصى سرعة حتى وصلت أخيرا إلى محطة وقود مع متجر بجوارها مباشرة. طلبت من الرجل الذي يعمل هناك أن يطلب لي سيارة أجرة“.

وذكرت الشبكة أنه ”في النهاية، وصل زادة إلى العاصمة، ولكن على الرغم من أنه قطع مسافة 200 ميل تقريبا بينه وبين فريقه، فقد شعر بالفزع لرؤية أحد زملائه الرياضيين في محطة القطار في أوسلو، وأنه خوفا من أن تتم ملاحقته، قام زادة بالفرار مرة أخرى.

وأوضح أنه إذا أجبر على العودة إلى إيران، ”فأنا متأكد بنسبة 100% من أنني سأواجه السجن والتعذيب وربما أسوأ من ذلك .. الإعدام“.

وبحسب الشبكة يتمتع زادة بسيرة مهنية طويلة في رفع الأثقال، إذ كان ينافس منذ 18 عاما، وأنه خلال 11 عاما مع المنتخب الإيراني، حصل على أربعة ألقاب في بطولة آسيا.

ولفتت إلى أنه في وقت سابق من العام الجاري، بدأت علاقته بالمنتخب الوطني تتدهور. لافتة إلى أنه فاز بميدالية برونزية في بطولة العالم للأندية وخصصها لأخصائيي الرعاية الصحية الذين كانوا يكافحون جائحة ”كورونا“ في إيران.

وأشارت ”سي أن أن“ الأمريكية، إلى أن مثل هذه البادرة الخيرية كانت ستلقى الإشادة في أي مكان آخر تقريبا، ولكن بدلا من ذلك، سُئل زادة لماذا لم يهدِ ميداليته لقاسم سليماني.

وقالت الشبكة: ”لذلك، بحلول وقت بطولة رفع الأثقال العالمية، الشهر الماضي، كشف زادة عن أن كبار مسؤولي الفريق أبلغوه بأنه من المتوقع أن يخلص نفسه من خلال ارتداء قميص عليه صورة سليماني“.

وقال زادة: ”رفضت ارتداء القميص وواجهت تهديدات .. قيل لي إذا رفضت ارتداء القميص فعند عودتك إلى إيران، ستواجه أنت وعائلتك مشاكل، وستتم معاملتك كشخص ضد النظام، ومن رفض العمل معنا.. لهذا قد تكون حياتك أيضا في خطر“.

وكشف زاده عن أن نظام طهران يحاول بقوة إشراك الرياضيين في الدعاية السياسية له.