إرم نيوز


أغضب حطّاب باكستاني الجنسية، ويقيم في السعودية، عددًا كبيرًا من مواطني المملكة بعد أن تورط بجمع كميات كبيرة من الحطب في مخالفة للقوانين البيئية المحلية التي تستهدف الحفاظ على الغطاء النباتي في البلاد.

وبدأت القصة عندما ألقت قوات أمنية خاصة بحماية البيئة، القبض على الحطّاب، حيث نشرت وسائل إعلام محلية، بينها قناة ”الإخبارية“ الحكومية، مقطع فيديو لكميات كبيرة من الحطب المخزن خلال حديثها عن إجراءات توقيف ذلك الحطاب.

وطالب مدونون سعوديون كثر أغضبتهم كميات الحطب في الفيديو، بتشديد العقوبة على ذلك المقيم الباكستاني، وعدم الاكتفاء بتغريمه ماديًا، بينما طالب البعض بسجنه لسنوات طويلة، ولم يتردد فريق ثالث في المطالبة بإعدامه.


ودعا آخرون إلى أن تكون عقوبة ذلك الحطّاب بأن يتم إلزامه بزراعة عدد كبير من الأشجار، عوضًا عن تلك التي اقتطعها ليبيعها في موسم الشتاء، حيث يكثر الطلب على الحطب.

ونشر إياد الحمود، وهو مدون سعودي معروف، مقطع فيديو لقناة ”الإخبارية“ الحكومية، خلال حديثها عن توقيف المقيم الباكساني، وقال معلقًا: ”يارب سترك.. شايفين الكمية التي جمعها؟ شكله ما ترك شجرة في حريملاء إلا شالها“.

ووصف مدون سعودي آخر، عملية جمع الحطب تلك بأنها أشبه بحلاقة على الموس لمحافظة حريملاء التابعة لمنطقة الرياض، والتي تم فيها القبض على الحطّاب.

وقال الإعلامي منصر آل سرور: ”باكستاني قضى على أشجار شعيب حريملاء كلها، حلق حريملاء بموس، ما أبقى ولا حطبة، المفروض يقصون يده“.

وضبطت قوات الأمن البيئي 29 مترًا مكعبًا من الحطب بحوزة ذلك الباكستاني، وهي كمية قليلة مقارنة بكميات الحطب المخزن الكبيرة التي عرضتها وسائل الإعلام في أحد مخازن شرطة البيئة خلال حديثها عن توقيف الحطّاب.

وحاول بعض المدونين السعوديين توضيح ذلك الالتباس لتخفيف موجة الغضب التي انتابت كثيرًا من مواطني المملكة من مشهد كميات الحطب الكبيرة التي ظهرت في الفيديو الذي نشرته وسائل الإعلام.

وقال أحد المغردين السعوديين، إن الصورة تظهر مئات الآلاف من الأمتار المكعبة، بينما الخبر يتحدث عن 29 مترًا مكعبًا من الحطب فقط، ليرد آخر عليه بالقول إن صورة الحطب المعروض ”رمزية تظهر جهود الإدارة فيما تضبطه من كميات أخرى في مختلف المناطق“.

وتعمل السعودية على خطة حكومية طويلة الأمد، تستهدف الحفاظ على البيئة بشكل ممنهج يشارك فيه المجتمع ومؤسساته، وقرر مجلس الوزراء، العام 2019، إنشاء 4 مراكز حكومية متخصصة في مجال الأرصاد الجوية والبيئة وحمايتها، وتنمية الغطاء النباتي والحياة الفطرية ومكافحة التصحر.

ويجد ذلك الاهتمام الرسمي بالبيئة، والخطط الحكومية للقطاع، دعمًا وتأييدًا من نشطاء البيئة في المملكة، والذين ينادون منذ سنوات بوضع خطط وإستراتيجيات بيئية يقولون إن مردودها على البلاد يشمل تحسين المناخ، وخفض درجة حرارة الجو، وتنقية الهواء، وتحسين جودة الحياة والصحة.

وكشفت السعودية، العام 2019، عن 4 مشاريع عملاقة ستقام في الرياض الواقعة وسط المملكة، حيث البيئة الصحراوية الحارة والجافة، بتكلفة 86 مليار ريال (23 مليار دولار)، وتتضمن إنشاء أكبر حديقة في العالم، وزراعة أكثر من7 ملايين شجرة.