لا يكاد يمر يوم دون أن تقرأ تظلماً هنا وشكوى هناك، وملاحظات متفرقة على صفحات الصحف ومواقع التواصل، وهنا يكمن بيت القصيد. مثل تلك الشكاوى من الممكن أن تشوّه النجاحات المُحقّقة أصلاً على أرض الواقع، ربما يكون بعضها صحيحاً وبعضها الآخر تشويهاً ومنافياً ومجافياً للواقع ولا يمت للصحة والحقيقة. مثل تلك الشكاوى يجب أن تكون لها حاضنة تستقبلها وتحتويها وتتأكد من صدقها وتتعامل مع الحقيقي منها بعدل، وتتخذ الإجراءات القانونية ضد الكاذب منها.

أذكر في هذا السياق توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتدشين برنامج تواصل الذي أنصف الكثير من التظلمات ونجح في استقطاب العديد من الأفكار والمقترحات.

ولكن رغم كل ذلك تبدو الحاجة أكثر لديوان يحتوي تلك المظالم ويتحقق من صدقيتها ويبتّ في فحواها ويفنّد ويردّ على الكاذب والفاقد للمصداقية منها.

وأذكر في هذا السياق قصة قد تُحيي الضمائر وتذّكر من له قلب بأن هناك من ينصف المظلوم ولو بعد حين. في يوم من الأيام بينما كان أحدهم يسير على شاطئ النهر رأى صياداً فقيراً قد قام باصطياد سمكة كبيرة، فنظر الظالم إلى السمكة وقد أعجبته، فذهب إلى الصياد وضربه وأخذها منه بالقوة ومضى في طريقة، وبينما هو يمشى إلى منزله قامت السمكة بعضّ يده عضّة قوية، ولم يستطع ليلتها أن ينام من شدّة الألم، وفي الصباح ذهب الرجل إلى الطبيب يشكو إليه، فقال له الطبيب عليك أن تقطع يدك من كتفك حتى لا ينتشر الأمر في جسدك بالكامل، وفعلاً قام الرجل بقطع ذراعه.

وفي يوم ذكر هذا الرجل قصته لأحد الشيوخ فقال له الشيخ: لو كنت ذهبت من البداية إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قُطعت يدك.

خرج الرجل يبحث عن صاحب السمكة حتى وجده وسأله إذا كان قد دعا عليه يوم أخذ منه السمكة بالقوة، فأجاب الرجل نعم، قلت وقتها: «اللهم إن هذا تقوّى عليّ بقوّته على ضعفي على ما رزقتني ظلماً فأرني قدرتك فيه».

إنها دعوة المظلوم لا تُردّ ليس بينها وبين الله حجاب تُفتح لها أبواب السماء، فإياكم والظلم.