تنطلق غداً دورة كأس الخليج في العراق التي تعود إليها بعد استضافتها للدورة الخامسة عام 1979 والذي كان العراق حينها في قمة أوجه وتألقه وفاز بالكأس لأول مرة له بل وأفضل لاعب وأفضل حارس مرمى والهداف من المنتخب العراقي، واليوم نرى العراق ورغم ما يعانيه من أزمات أمنية وسياسية وتدخلات سافرة في شؤونه الداخلية إلا أنه نجح باستضافة بطولة «خليجي 25» وتجهيزه الملاعب لاستقبال الفرق المشاركة والتي تتسع لأكثر من 60 ألف مشجع، هذه البطولة الخليجية العربية جاءت بعد كأس العالم وطبعاً هناك من سيقوم بالمقارنة بين الاستضافتين وسيكون غير منصف إذا ما نظرنا للأسباب وفي مقدمتها الوضع السياسي والأمني والاقتصادي للعراق وما يمر به من ظروف إلا أنه يسعى جاهداً لتنفس الصعداء والتغلب على كل تلك العقبات للوصول إلى بر الأمان والاستقرار واستعادة هيبة الدولة وبناء العراق ليعود عظيماً كما كان.

حقيقة نكن كل الحب والمودة للأشقاء في العراق الذي له في القلب ما له من مكانة باعتباره بلداً عربياً له مواقفه وإن كانت علاقته قد مرت بالكثير من المطبات السياسية خصوصاً مع دول الخليج منذ دخوله للكويت وما لها من تبعات ليس المجال مناسباً لذكرها، إلا أن عودة العراق للحضن العربي من جديد فما عودة بطولة الخليج إلا رسالة لمن يتربص شراً بالعراق ويسعى للسيطرة عليه وعلى مقدراته وثرواته بأن دول الخليج والدول العربية لن تسمح بذلك وسيظل العراق عربياً وسيعود بإذن الله كما كان ولن تستطيع لا إيران أو غيرها من الذين لا يريدون له الخير اختطافه، بلاشك السياسة لم ولن تغيب عن البطولة الخليجية بدءاً من تسمية البعض لها بـ«خليجي البصرة» محاولين الابتعاد عن وصفها بالبطولة الخليجية العربية خوفاً على مشاعر إيران التي لا تعترف بالخليج بأنه عربي ودائماً ما تصفه بأن الخليج الفارسي ولكنه سيظل عربياً شاءت أم أبت ولن يكون لها موطئ قدم في هذا الخليج والتي حاولت وستحاول مراراً بالتدخل في شؤونه وشؤون دوله.

رأينا مقطع الفيديو الذي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لأحد العراقيين وهو ملثم ويهدد المشجعين الخليجيين بعدم القدوم إلى البصرة، وللوهلة الأولى ينتاب من يشاهد الفيديو الخوف بأن هناك تهديدات أمنية على حياة المشجعين، لكن هذا التهديد سرعان ما تغير بعد أن كشف هذا المواطن العراقي عن وجهه وقال إن تهديده للخليجيين القصد منه بأنه لن نسمح لكم كعراقيين بأن تسكنوا في الفنادق بل أن منازلنا هي منازلكم وسوف يستقبلكم الشعب العراقي بكل حفاوة وترحاب وكرم وحفاوة وستكون قلوب العراقيين مفتوحة لكم قبل بيوتهم، وهذا ليس بغريب على نخوة العراقيين الأصيلة وكرمهم وعروبتهم وشهامتهم وإن كان هناك من قلة مريضة ولديها الحقد فهي لا تمثل الشعب العراقي الأصيل.

همسة

كل الأماني لمنتخبنا بالفوز بكأس الخليج للمرة الثانية على التوالي وأن يعود أبطال المنتخب الوطني بالكأس وكما أخذناه من الدوحة سنأخذه من البصرة التي كما يقال المثل الشعبي الدارج عنها «اللي ما يروح للبصرة يموت حسرة»، ولكننا متفائلون بأن منتخبنا سيعود من البصرة ولكن ليس بالحسرة إنما بالكأس، ونقول للمنتخب «فالكم الذهب».