من التعليقات غير المنطقية التي يعمد أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» إلى نشرها تعليقهم على مداخلة لواحد من النواب بإحدى جلسات المجلس ملخصها أن «البحرين يحيط بها البحر ولكن لا توجد مقاهٍ تطل عليه لتجذب السياح». الحديث كان عن كيفية الارتقاء بالسياحة وفي حضور وزيرة السياحة.

أولئك اعتبروا المداخلة بعيدة عن كل قيمة وقالوا ما معناه إننا لم نسمع من النائب موقفاً من الاتفاقات مع إسرائيل!

هذا مثال يؤكد استمرار تحليقهم في اللامنطقي، إذ ما العلاقة بين ملاحظة النائب وانتقاده أو مقترحه وبين موقفه من الاتفاقية الإبراهيمية؟ وعلى افتراض أنه مؤيد لها فهل عليه أن يتوقف عن الإدلاء بأي ملاحظة أو توجيه أي نقد لأي شيء حتى يأتي اليوم الذي يغير فيه موقفه منها؟

الربط بين أداء مجلس النواب وممارساته وبين موقفه أو موقف أعضائه أو بعضهم من العلاقة مع إسرائيل ربط في غير محله، وكذلك الربط بين مواقف مختلف فئات المجتمع المؤيدة لتلك العلاقة وبين عملهم وأدائهم إذ ليس معقولاً ألا يقولوا أو يفعلوا أي شيء حتى يتخذوا موقفاً سالباً من تلك العلاقة ويعلنوا عنه. وعلى افتراض أن هذا ممكن الحصول فمن أي «معارضة» يمكنهم الحصول على «البراءة»؟!

العلاقات الدبلوماسية اليوم مع دولة إسرائيل واقع لا يمكن تجاوزه، وهو واقع لا يخص البحرين وحدها ولكن تشترك فيه العديد من الدول وهي في ازدياد، وليس من المنطق إلغاء تلك العلاقات التي لم تقدم عليها تلك الدول إلا بعدما تبينت أن فيها مصلحة لها ولشعوبها وأنها تتماشى مع التغيرات والتطورات في المنطقة والعالم وفيها ما يسهم في تمهيد الطريق لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

للأسف فإن تفكيرهم لا يعينهم كذلك على استيعاب خطوات مثل مشاركة البحرين في اجتماع مستشاري الأمن الوطني الذي عقد أخيراً وشاركت فيه عبر الاتصال المرئي الإمارات وأمريكا وإسرائيل ولا ما احتواه البيان الصادر عنه.