فقط تخيل معي لو أنني بالفعل خرجت على الناس وطالبت بالقيام بهذا الشيء! فقط بالقول!

قبل أن يثور الغرب ويستنكر، ستجد أن الأجهزة الرسمية في مملكة البحرين قد أوقفتني وحاسبني قضاؤنا العادل والنزيه بتهمة «ازدراء الأديان»، وما أكبرها من تهمة تغلظ عقوبتها مملكة البحرين! هذه البلاد التي تحترم الأديان وتدعو للتعايش السلمي وتقبل الآخر، وهو نهج ملكنا الحكيم المعظم حفظه الله ورعاه.

هكذا ستتعامل البحرين الدولة الإسلامية. لن تقبل أبداً بالتطاول على معتقدات أي شخص، ولن تتساهل مع المس بالأديان السماوية، بل ستحاسب كل من يتعمد إهانة البشر في معتقداتهم أو يتطاول على الكتب السماوية، بغض النظر عن اختلافنا الديني معهم، وإيماننا التام المطلق بأن محمد خاتم الأنبياء والمرسلين والإسلام هو الدين الحق.

عرفتم ماذا سنفعل أيها الغرب بمن يسيء لدينكم ومعتقداتكم؟! بل هل عرفتم ماذا سيتخذ بحقه من إجراءات لو صدر عنه مثل هذا الكلام وحرض الناس، حتى لو لم يقم بالفعل؟!

بالتالي نقول هنا إنه من المعيب والمخزي والمشين أن تقبل دول أوروبية بإهانة قرآننا الكريم الطاهر، وأن يدنسه أشخاص حاقدون فجرة ويقوموا بحرقه. فعل شائن يكشف حقيقة ما يعتمل في القلوب من عنصرية وكراهية تجاه ديننا الحنيف وتجاه الشعوب الإسلامية. والمصيبة أن أنظمة ودولاً أوروبية تتفاخر بالفعل وتحميه وتعتبره «حرية تعبير» و«حريات شخصية»!

أعود لأقول لهؤلاء المدافعين عن هذه الشعارات «المائعة» فقط لأن الفعل صدر ضد الإسلام وقرآننا الكريم، ماذا لو كان الفعل عندنا وكان الإنجيل هو المحروق؟! والله ستقيمون القيامة وستخرج الحقيقة من صدوركم.

فقط أستغرب بشأن هذه الإساءات المتكررة المدعومة للأسف من بعض الأنظمة الغربية تجاه ديننا ورسولنا صلوات الله عليه وقرآننا الكريم! هذا القرآن الذي لا نلمسه إلا ونحن متطهرون، كيف يقبل بأن يدنس ويحرق ويتفاخر سياسيون بالفعل؟! والله شيء معيب ويدين شعاراتكم الزائفة بشأن حقوق الإنسان والحريات، فعل تقبلونه أنتم لديكم، بينما في البحرين وكل دولنا الخليجية والعربية والإسلامية نعامل أصحاب الديانات الأخرى بأرقى أنواع التسامح، إلى درجة أنهم ينسون وجودهم في مجتمع مسلم، بل مجتمع منفتح متعايش يحفظ لهم حقوقهم ويصون لهم كرامتهم ويضمن لهم ممارسة معتقداتهم بحرية.

تطاولتم على ديننا، تطاولتم على رسولنا، تطاولتم على قرآننا، أولا تعلمون أنكم بكل غباء تحركون الغيرة وتدفعون الدماء للفوران في عروق كل المسلمين، حتى من لم يكن منهم ملتزماً دينياً، لكنه في النهاية مسلم ولن يقبل بإهانة دينه ورسوله وقرآنه.

لا تكفي بيانات الاستنكار والتنديد التي صدرت عن كل الدول والمنظمات، بل ينبغي اتخاذ إجراءات رادعة بشأن كل دولة تقبل بأن يهان الإسلام على أرضها، ونحن قادرون على ذلك كأمة إسلامية تعتز بدينها، هذا الدين الذي إن قبلنا يوماً الإساءة له فإنه والله لا عذر لنا أمام ربنا، وأصلاً بأي وجه سنقابله؟!

من حرق قرآننا ربِّ احرقه بنار الدنيا قبل الآخرة، فالله ناصر دينه ولو كره الكافرون.