محمد إسحاق



النبتة الصغيرة حتى تكبر وتصير شجرة كبيرة ذات فروع مثمرة وجذور راسخة في الأرض تحتاج إلى زمن وتعاهد مستمر وهي صغيرة، فعندما تكون صغيرة يسهل اقتلاعها وإتلافها وذبولها سريع للغاية، يكفي ألا تسقيها لمدة يوم أو يومين حتى ترى علامات الذبول بادية عليها.

ومثل النبتة الصغيرة، المهارات التي تريد إتقانها وتعلمها والانتفاع من ثمرتها ستحتاج إلى وقت طويل وتعاهد لهذه المهارة والحفاظ عليها من الذبول.

فلو أردت تعلّم مهارة التحدث والخطابة على سبيل المثال سأحتاج إلى الاشتراك في نادي للخطابة، والممارسة اليومية، والقراءة المستمرة في المجال، والحفاظ على النشاط والهمة والاستمرار في التعلم والتحسين مهما سمعت من كلمات محبطة ممن حولي.

وبعد مدة من الصبر والاستمرار في الممارسة والتدريب يومياً سيأتي وقت وسأجد أن المهارة قد ظهرت بوضوح، والكل صار يرى التغير والنتيجة النهائية وحينها أكون قد وصلت للثمرة وحصلت عليها.

والأمر كذلك لمن أراد بناء العضلات، أو تعلم مهارة البرمجة، أو إتقان لغة ما، أو غيرها من المهارات التي يمكننا تعلمها وإتقانها وهي تختلف من كل إنسان لآخر، فكل شخص لديه ميول وقدرات مختلفة وبالتالي تختلف المهارات التي يريد كلٌ منّا اكتسابها وإتقانها.

وتذكر ما جاء سريعاً يذهب سريعاً، ولا غنى عن الصبر والزمن حتى تستقر لديك المهارة وترسخ لديك وتصير جزءاّ من شخصيتك.

فما هي المهارات التي تريد تعلمها؟

ومتى ستبدأ في التعلم والتدرب حتى تكتسب تلك المهارة؟

أختم بعبارة ملهمة من كتاب الإتقان للكاتب الأمريكي روبرت غرين قال فيها: «الإتقان ليس مسألة جينية تنتقل بالوراثة أو ضربة حظ، بل هو اتباع ميولك الطبيعية والرغبة العميقة التي تثور من الداخل».