عائشة البوعينين - مدرب تربوي وكوتش أخصائي سعادة ومرشد أسري



تُعدّ العطلة الصيفية فرصةً جيدةً للأبناء للاسترخاء والاستمتاع بعيداً عن ضغوط المدرسة، لكن بعض الآباء يرون أن هذه فرصة لتوجيه أبنائهم نحو هوايات وأنشطة قد لا يكون للأبناء أي رغبة بها ظناً منهم بأنهم يحققون ما يرونه مناسباً لمصلحة أبنائهم، هذا الإجبار يمكن أن يكون له تأثيرات سيئة للنمو الشخصي والنفسي للأبناء.

تعتبر الهوايات وسيلة لاكتشاف الذات وتطوير الشغف لدى الأبناء، فعندما نجبرهم على ممارسة نشاط معيّن قد نُشعرهم بالضغط بدلاً من الاستمتاع بما يقومون به مما يؤثر سلباً على العلاقة بين الآباء والأبناء فيشعرون بأن آرائهم لا تحترم وأنهم لا يملكون الحق في اتخاذ قرارات تخص وقتهم الخاص. قد يؤدي هذا الشعور إلى نشوء صراعات داخل الأسرة مما يعكر صفو العلاقات الأسرية ويُفقد الأبناء الحافز للإبداع والتفكير.

كلما منحنا فرصة حرية اختيار الهوايات لأبنائنا بأنفسهم ساعدناهم على تنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية فيتخذون قرارات مستقلة تعزّز من ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم فرصة التجربة والتعلّم بالاكتشاف. ممارسة الأبناء لأنشطة يحبونها تشعرهم بالرضا والسعادة، فالهوايات المختارة بحرية تشجع الأبناء على الإبداع والابتكار.

همسة أُسٌّ
منح الأبناء الفرصة باختيار الأنشطة التي يرغبون بها لا يعني التنازل عن دورنا التربوي في الدعم والتوجيه، لكن من الضروري تحقيق التوازن الصحي بين الحرية والتوجيه لمساعدتهم على تنمية شخصياتهم المتوازنة والمبدعة.