عندما ننظر إلى مسيرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي تأسس عام ١٩٨١، ومخرجات هذه المسيرة قد ينظر البعض بأنها غير مرضية ومن الجانب الآخر فإن البعض يراها بأنها تمثل نقلة نوعية في مجال التحالفات الدولية.

في واقع الأمر أن مسيرة دول مجلس التعاون وبمقياس المتغيرات الدولية هي تمثل نموذجاً متكيفاً مع الأحداث التي تهدد محيطه، ولكن هذا لا يعني بأن الوضع الحالي قد لا يتغير فكل دولة من هذه الدول لها قراراتها وسياساتها الداخلية التي قد تؤثر على مسيرة دول مجلس التعاون في المستقبل القريب.

فعندما نصف دول مجلس التعاون بأنها كتلة واحدة نتفق وقد نختلف ولكن في نهاية المطاف أن الذي يجمع هذه الدول هي والنسب والدم ووحدة المصير، وهذا ما يقال في وسائل الإعلام وفي نشرات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، ولكن في حقيقة الأمر هناك مصالح مشتركة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو حتى ثقافية، في حين أن نظرة الغرب إلى هذا مجلس التعاون تختلف كلياً عن ما يسرده الإعلام المحلي.

بمعنى عندما يصف الإعلام الغربي والذي يعتبر انعكاساً لعقول الساسة لديهم فإنهم يصفون دول الخليج بإمارة وليس دولاً ولها سيادتها، فنظرتهم جاءت لتبين كيف يتم النظر إلى الكتلة الخليجية، مما يعطي انطباعاً واضحاً بأن سقوط أي دولة ليس مهماً وبالتالي فالتآمر المستمر على دول المنطقة يأتي بهذا المنظور.

الرسالة التي أود إيصالها، مع المتغيرات الحالية لدى دول الخليج العربي أن لدى الدول عمل دؤوب من أجل وحدة الكلمة والمصير، فالأحزاب السياسية والخلايا النائمة والطابور الخامس في ظل هذه المتغيرات فإنها تنتظر فرصتها للصعود في استغلال ذلك عبر تعبئة مخازنها بالأموال والأسلحة حتى تحين اللحظة لتلبية النداء.

خلاصة الموضوع، مصير ومستقبل دول الخليج العربي مرهون بتماسك القيادة والشعوب بهذه المنظومة، وأن الغرب يسعى بتفكيكها للحصول على الأطماع وما خطط له بالماضي، وأن هذا الحديث قد يزعج الكثير من له نظرة وتطلعات وسقف عالٍ من التوقعات بشأن مستقبل منظومة الخليج العربي، ولكن الواقع يفرض نفسه علينا، وهو أن تلك المنظومة ليس لديها ما تضيعه وأن الاتحاد أصبح ضرورة ليست ملحة بل مسألة وجودية، فاليوم من ينظر نفسه بأنه ليس بحاجة العمل الخليجي عليه أن يستوعب من أنقذ الكويت ومملكة البحرين بعد الله سبحانه هي هذه المنظومة، فالرسالة واضحة ولا أطيل.