مجدداً، مواقف تاريخية ولفتات إنسانية ستبقى مسطرة بأحرف من ذهب، من قبل جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه تجاه أبناء شعبه، تعطي دروساً في كيفية تلاحم القيادة مع شعبها.

وسط كل هذه الانشغالات، والأحداث الدولية، والزيارات المكوكية لدول العالم، واستقبال الملوك والرؤساء والمسؤولين العالميين لبحث الأوضاع الجارية، إلا أن جلالته لم يغفل عن استقبال عائلة شهيد البحرين، الرائد محمد سالم عنبر، الذي فاضت روحه إلى ربها بعد قرابة الشهر من الهجوم الغادر.

هذه اللفتة الإنسانية من قبل جلالته تجاه عائلة الشهيد، ورغبته في تقديم التعازي شخصياً للعائلة، والوقوف إلى جانبهم في مصابهم الأليم، وكلماته الأبوية التي تحمل معاني المواساة، وترفع من معنوياتهم، كون فلذة كبدهم قد استشهد دفاعاً عن العروبة، وخلال أدائه واجب الدفاع المقدس، هي دروس تاريخية عظيمة يعطيها جلالته.

وهي تدل مجدداً، على أن جلالته قريب من شعبه، يعيش وسطهم، ويحمل همومهم، ويراعي مشاعرهم، ويفكر في كل ما يؤرقهم، وفي كيفية تقديم كافة أشكال الدعم لهم.

لا أنسى أيضاً، كيف أن جلالة الملك المعظم، يحرص على إرسال التعازي والمواساة في برقية، عند وفاة المواطنين، حيث يتلقون رسالة من جلالته شخصياً، تقدم خالص التعازي والمواساة في وفاة فقيدهم أو فقيدتهم إلى أفراد عوائلهم.

تعيدنا بالأذهان هذه اللقطات لاستقبال عوائل شهداء الواجب، وأبناء البحرين البررة، إلى صور تاريخية خالدة، لجلالة الملك المعظم، وسط أبنائه الأيتام الذين ترعاهم المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وكيف استقبلهم جلالته في عدة مناسبات، وكيف يرعاهم دوماً في نظام تكافلي فريد، لا يتسع المقام للوقوف على كافة تفاصيله، ولكن يمكنني القول بأنه لا يوجد له نظير في كافة أنحاء العالم.

نهج جلالته، ولفتاته الإنسانية كافة، تحتاج إلى كتب ومجلدات للحديث عنها، والوقوف عليها، ودراسة آثارها الإيجابية العديدة على أبناء شعبه، وكيف أن جلالته حفظه الله ورعاه، يهتم بكل فرد على هذه الأرض.

وهو نموذج لا مثيل في شتى بقاع الأرض، وهو نهج فريد وحكيم من جلالة الملك المعظم، ستذكره دائماً الكتب التي تتحدث عن القادة، وسيرويها التاريخ ما بقيت الحياة.. حفظ الله لنا جلالته وأدامه ذخراً للبحرين وشعبها.