رحلت ماما أمينة، رحلت ياسمينة البيت وأم الكل، رحلت من تريح القلب وتمسح الدمع عندما تبوح لها بما في قلبك من حزن أو فرح... رحلت صاحبة الكلمة الطيبة والنصح الجميل. رحلت من كانت تغمر الكبير والصغير بدعائها الصادق الجميل. رحلت من كانت تحنّ على الفقير والضعيف وأبواب بيتها مفتوحة للغريب قبل القريب. رحلت صاحبة الطبق اللذيذ ذي النكهة الحانية والإحساس المرهف، رحلت ماما أمينة عبدالرحيم فخرو إلى جوار ربها بإذن الله نفساً زكية راضية مرضية بقضاء الله وقدره في ليلة مباركة من الشهر الفضيل.

أناديها ماما أمينة وتناديني بنتي ميّ... كنت وما زلت، فهي تملك من الحب الكثير ومن الحنية التي لا توصف، الأمر الذي يدفعك دون أن تشعر بمناداتها أمي.

ماما أمينة، من يوم وعت عيونها على الدنيا وهي في حب البحرين غامرة، وكل أوقاتها لله عز وجل حامدة شاكرة بالرغم من الصعاب والآلام التي مرت عليها وعاصرتها وعصرت قلبها حزنا وقهرا وتعبا، قلّما تراها عابسة بالرغم من سكوتها الوقور ونظراتها الثاقبة وصوتها الهادئ الرخيم.

تزوجت، وأنجبت، وترملت ولكنها تمكنت بفضل الله عز وجل أن تربي أولادا بارين بها وبنات كراماً لا يتخيرون جميعا عن أخلاق والديهما والتربية الفاضلة وصلت إلى أحفادها.

بناتها... خواتي، فأولى زياراتي لها كانت في أحد أعياد الفطر السعيد استقبلتني وحضنتني وكأنني تربيت على يديها، إلى أن أصبحت زيارتها في كل عيد أساسية ضمن زياراتنا العائلية ووصالها واجباً رغم ظروف البعد والانشغالات والالتزامات.

‏ماما أمينة ليست فقط الأخت والأم والجدة والخالة والعمة وإنما هي أيضا ناشطة ثقافية واجتماعية... اسمها معروف وله وزن معلوم بين مؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية في مملكة البحرين... ووقتها مسخر لعون من يقصدها دون كلل أو ملل...

مهما كتبت عنك فأعرف أنني مقصرة بحقك الكثير ماما أمينة، ولكن هنيئا لمن عرفك يوما وتعامل ولو قليلاً.

رحمك الله «ماما أمينة» إلى الفردوس الأعلى من الجنة يا الغالية.