شغلت البحرين على مدار التاريخ مجالاً مكانياً مهماً، إذ تُعد امتداداً جغرافياً وبشرياً لجزيرة العرب وجزءاً لا يتجزأ من تاريخها وحضارتها، فهي بحسب الجغرافيين والمؤرخين أحد الأقاليم الجغرافية المتميّزة في جزيرة العرب. فأين تقع؟ وما حدودها؟ وكيف اكتسبت أهميتها الجغرافية والحضارية؟

الموقع الجغرافي لإقليم البحرين

ذكر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في كتابه الضوء الأول: "لقد أطلق العرب اسم البحرين على الإقليم الساحلي الممتد من رأسيّ الخليج العربي شمالاً بما فيها كاظمة إلى عُمان جنوباً، كما تشمل الجزر المجاورة لساحل الخليج العربي والمعروفة وقتئذ بجُزُر أُوال...". يمثّل إقليم البحرين الجزء الشرقي من الجزيرة العربية والساحل الغربيّ للخليج العربيّ، وقد ذكر ياقوت الحموي صاحب "معجم البلدان" بأنها: "اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان"، ويحدها من الشرق الخليج العربيّ ومن الغرب بلاد اليمامة ومن الشمال البصرة، وتأتي عُمان جنوبها.

الأهمية الجغرافية والحضارية

وممّا زاد من تميّز البحرين وأبرز دورها وأثرها الحضاريّ موقعها الجغرافيّ المتميز والذي يُعد استراتيجياً؛ حيث تمثّل إقليماً جغرافياً واسعاً، تقع شرق جزيرة العرب وتمتد على جزء كبير من سواحل الخليج العربيّ الغربية وجزره، الأمر الذي جعلها حلقة الوصل التي تربط جزيرة العرب بدول وأقاليم مجاورة، بل هيّأها لتُصبح ملتقىً لحضارات عديدة ومنح سكانها فرصة ممارسة أنشطة اقتصادية متنوعة، حيث الزراعة والصيد والتميّز في مهنة الغوص واستخراج اللؤلؤ، فضلاً عن مهارة أهلها الفعّالة في الملاحة والتجارة البحرية ممّا جعلها تلعب دور الوسيط في حركة التجارة بين شرق العالم وغربه.

جزيرة أُوال "مملكة البحرين"

وممّا يعزّز أهمية الموقع الجغرافيّ للبحرين ودورها الحضاري بزوغ حضارات متعددة فيها ابتداءً من دلمون ومروراً بتايلوس وصولاً إلى المستجدات التي شهدتها البحرين مع مطلع التاريخ الميلادي حيث هجرة واستقرار وتفاعل القبائل العربية في البحرين، وتزامن مع ذلك ظهور تسمية أُوال على جُزُر البحرين.

* باحثة دكتوراه في التاريخ