تلعب الأمطار دوراً هاماً لحياة الكثير من الناس لما تجنيه عليهم من خير ونعمة، وغيرهم تشكل لهم هذه الأمطار نقمة لما تحدثه لهم من أضرار وما تخلفه من تبعات.

ولكن ما بين النعمة والنقمة ونحن هنا في البحرين هناك وجه جديد لهذه الأمطار فلغزارتها ستار كشف عن قوة الجهود التي بذلتها الحكومة في السابق للتصدي لإشكاليات كان يواجهها الأفراد في المناطق نتيجة هطول أمطار متوالية عليهم، ويأتي تباعاً لهذه الجهود ما برز في ساعتين من أمطار شديده الأسبوع الماضي حيث تم الكشف عن جهود عظيمة مجدداً مجدة مخلصة عملت بإيجابية بدءاً من التحذير والتنويه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهطول أمطار غزيرة في ساعة مقررة حيث ضرورة الحذر والحيطة للأفراد من خطورة أي أضرار قد يحدثها المطر عليهم.

وتشكلت هذه الجهود في إدارة الكوارث والأزمات والجهات الأمنية وغيرها والتي برزت ثمارها في التحركات السريعة فيما بعد والمدروسة على مختلف الأصعدة والقرارات الصحيحة والصائبة في حينها التي لم تجعل الأفراد في حيرة من أمرهم أو في طرح أسئلة أو رفع نداء أو رجاء إلا وكان الحل على بابهم قبل الرجاء والنداء بدءاً من قرار وزير التربية والتعليم في تأجيل الدراسة إلى يوم غد الأحد، وما كان من زيارات تفقدية لوزير الأشغال للطرقات والشوارع ومتابعات من وزير شؤون البلديات والزراعة للمناطق وفرق الطوارىء لمواجهة الأمطار وتحرك وزارة الداخلية من قبل الإدارات المعنية والمحافظات والمجلس الأعلى للبيئة للتفقد الأمني وحفظ الأمن والسلامة للجميع، ودور المتطوعين الأكبر «فزعه بحرينية» الذي برز بشكل جذاب وملفت مؤكداً على الدور المجتمعي والتشاركي مع الجهات المؤسسية في الدولة والذي يعد ثمرة نجاح التكاتف الوطني، ومخرجات استراتجيات وطنية مخلصة، حيث قاموا جميعاً بجهود جبارة أخجلت الكثير، وعلى رأسهم جاء الدور الأكبر والبارز الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء فيما أصدره من أوامر بضرورة حصر الأضرار الناتجة عن سقوط الأمطار الغزيرة وتعويض المتضررين والذي كان له وقع الأثر الإيجابي في نفوس المتضررين من أفراد المجتمع.

كما بينت هذه الأمطار بأن لها دوراً مساهماً وإيجابياً في إحداث التغيير كما هي أزمة كورونا التي ساهمت في حدوث تغيير في استراتجيات المؤسسات الحكومية والمدنية في مملكة البحرين ومثلها يأتي هذا المطر ليكون بداية لخير حيث هي الاستراتيجيات الضرورية التي تتقدم صفوف استراتجيات الطاولة الحكومية ليكون هو التحدي القادم لتبدأ الدراسات لوضع الحلول للتصدي لأي عقبات وإشكاليات قد يتم مواجهتها مستقبلاً، حيث هي الحاجة الضرورية للتغيير في الطرقات وأساسياتها، والتحديث في المناطق وبنيتها، والتجديد في الشوارع ومتطلباتها، ومواجهة العقبات ووضع الحلول لكل الثغرات التي أصبحت اليوم هي الخطة المستقبلية التي ساهم مطر الخير في الكشف عنها وأبرز ضروريتها ضمن التغييرات الزمنية ومتطلباتها.

* إعلامية وباحثة أكاديمية