تشتد المنافسة حالياً بين المرشحين للرئاسة والقيادة سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة الأمريكية وكلاهما من الدول الكبرى ذات التأثير الدولي بحكم تاريخهما وقدراتهما العسكرية والاقتصادية، وكذلك بحكم تواجدهما كعضوين دائمين في مجلس الأمن. ويعرف هذا العام بعام الانتخابات، حيث تشهد الكثير من دول العالم انتخابات رئاسية من ضمنها روسيا والهند اللتان لم تسفر انتخاباتهما عن تغير في الأحزاب الحاكمة والقيادات.

المنافسة الأشد تدور حالياً في بريطانيا والتي يصارع فيها حزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك على البقاء في السلطة. وسوناك دعا لانتخابات مفاجئة في 22 مايو وهو يعلم أنه هو وحزبه متخلفان كثيراً في استطلاعات الرأي التي تظهر استياءً كبيراً من حكم المحافظين المتواصل لمدة 14عاماً وأيضاً أداء سوناك نفسه، لكن حسب تحليلات المتابعين كان هذا الوقت هو الأنسب له للدعوة إلى الانتخابات بعد تحسن الاقتصاد نسبياً والذي قد يكسبه التعاطف من الناخبين.

السير ستارمر، رئيس حزب العمال الذي يعد الشخص الأوفر حظاً في الفوز بمقعد رئاسة الوزراء بعد يوم الاقتراع في 4 يوليو أعاد ترتيب أولويات الحزب وسعى لجعله حزباً وسطياً أكثر من السابق عندما كان جيرمي كوربن رئيساً وهو يحصد قبولاً من عامة الناس حالياً ليس حباً فيه وفي حزبه بل نكاية بالمحافظين. ويدخل على خط المنافسة أحزاب صغيرة ولكنها مؤثرة، ومن ضمنها حزب الإصلاح Reform الجديد الذي يقوده المخضرم نايجل فاراج والمعروف بقربه من الطبقات العاملة وآرائه الرافضة للهجرة والذي كان من أكبر الدعاة للخروج من أوروبا سابقاً. و في الولايات المتحدة يسدد العجوزان بايدن وترامب اللكمات العلنية لبعضهما البعض من جهة ويحاولان استعطاف الجمهور نحوهما قدر المستطاع من جهة أخرى، وذلك حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم. وتعتبر انتخابات هذا العام من أكثر الجولات التي يصعب التخمين بنتائجها؛ فالمرشحان معروفان تمام المعرفة للناخبين، بل للعالم أجمع وكلاهما لديه سجل من الإنجازات والإخفاقات دون أن يتقدم طرف على آخر تقدماً واضحاً وفي اعتقاد بعض المتابعين لن يحسم الفوز بالرئاسة إلا حدث كبير يرجح كفة على كفة.

لكن، مما لا شك فيه أن شعبية بايدن في تراجع وخاصة بعد موقفه من الحرب على غزة، فكثير من اتباعه من الأقليات أصبحوا بعيدين عنه. كما أن بايدن البالغ من العمر 81 عاما وهو أكبر الرؤساء الأمريكيين سناً في التاريخ وكما ذكرت واشنطن بوست في مقال لها قبل أيام عنوانه “Behind Closed Doors, Biden Shows Signs of Slipping” أي «خلف الأبواب المغلقة، بايدن يظهر علامات السقوط» يبدو أن صحته في تدهور، حيث تذكر الجريدة أنه خلال اجتماع مع قادة الكونغرس في يناير السابق كان يتحدث بصوت منخفض جداً ويغمض عينيه فترات طويلة وهو مؤشر على تراجع صحته العقلية.

عموماً، يترقب العالم نتائج الانتخابات ذات الأهمية القصوى في المشهد السياسي العالمي وستتضح الرؤية حول التوجه الذي سيتجه له العالم في السنوات القادمة، الأمر الذي سيكون له دور كبير في الصراعات المشتعلة في أوكرانيا وغزة وغيرهما.