محاكاة العشاء الأخير في حفل أولمبياد فرنسا، تهكّم وسخرية واضحة لنبي الله عيسى عليه السلام والحواريين، مشهدٌ يحاكي واقعاً نأسف له على ما بدت فيه القِيم والأخلاق النبيلة إلى مستوى دنيء من الانحطاط لمحاكاة عبّر عنها مجموعة من الشواذ المتحوّلين جنسياً، فالسؤال ليس ما هي رسالتهم من هذه الافتتاحية الشاذة لشعوب العالم، لأن الرسالة واضحة، هي محاولة جادّة للإعلان عن انتصار الشواذ على دين موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وعلى الشرائع السماوية التي جاؤوا من أجلها، وأهم المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاق الرفيعة التي نشروها عليهم السلام، الجميع يُدرك حجم هذا المحتوى الإعلامي والفئة المستهدفة من ذلك، وإنما السؤال، مَنْ أعطى الحق لثلّة من العَلمانيين والمُلحدين وأصحاب الأجندات والشواذ الاستهزاء بالأنبياء والرّسُل عليهم السلام؟ وكيف وصل سُلّم السخرية لهذا المستوى من دون مراعاة لشعور المسلمين والمسيحيين الذين يؤمنون بعيسى عليه السلام؟
الأديان والرّسُل والأنبياء والملائكة ليسوا موادّ تُستهلك للسخرية ولا يُعدّ ذلك حرية للرأي والتعبير، بل يُعدّ اعتداءً على حرية المعتقدات والأديان، لا يمكن لأصحاب الديمقراطيات والمنظّمات الحقوقية أن تعطي حقاً وتنزع الحقوق الأخرى، فهي بالتأكيد تكيل بمكيالين وقتما وكيفما تشاء، وهذا ما جعل أصحاب الأجندات يتلاعبون في حقوق المعتقدات والأديان من خلال التهكّم على نبيّ الله عيسى عليه السلام في محاكاة العشاء الأخير.
غضب المسحيين من محاكاة العشاء الأخير والنار التي اشتعلت بينهم هي نفس النار التي تشتعل في قلوب المسلمين عندما تسمح بعض الدول الغربية لبعض المُغرضين والمُبطلين بالاستهزاء بالقرآن الكريم وبرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في محاولات فاشلة للتقليل من مكانته من خلال بعض الرسوم وبعض المقالات، فالأنبياء والرّسُل والملائكة عليهم السلام جميعاً خطوط حمراء في قاموس المسلمين لا نسمح للمنحطين أمثالهم التدنيس بهم، فهي حرّية دِين ومعتقد.
كلمة من القلب
الدول المُستضيفة في المحافل العالمية دائماً تعبّر في الافتتاحيات عن ثقافتها وتسرد عن تاريخها وحضارتها من خلال لوحات فنية معبّرة عن مكانتها، للأسف تفاجأ العالم عن مستقبل فرنسا القادم، فقد دعس الشواذ على حضارة وتاريخ فرنسا العريق والمكانة الرفيعة، فسلاماً على شهداء فرنسا فقد غزا الشواذ أرضهم في العشاء الأخير.