لمعت عيناي وأنا أشاهد المادة الإعلامية لغرفة تجارة وصناعة البحرين الخاصة بمبادرة «جرب تشتغل»، وهي مبادرة ضمن مبادرات الشراكة الاجتماعية التي تشرف عليها غرفة التجارة والصناعة، وتهتم بتوفير تجربة مبتكرة من نوعها حيث توفر فرص عمل صيفية للشباب من عمر 14 إلى 18 سنة.

تحدث السيد سمير ناس رئيس الغرفة أثناء تكريم المشاركين في مبادرة «جرب تشتغل» عن تجربته الشخصية في تجربة العمل المبكر، وأفاد بأن والده وجهه أن يعمل في عمر مبكرة من أجل اكتساب الخبرة والاعتماد على النفس، وأنه أرسله للعمل خلال العطلة الصيفية في عمر العاشرة إلى جبل الدخان للعمل في شركة ألبا، وكان يعمل في مهن بسيطة اكتسب من خلالها مهارات كبيرة، وكان يتقاضى عن ما يقوم به أجراً زهيداً يبلغ 14 روبية فقط.. ويكمل ويقول «إن تجربة العمل الصيفي علمته الكثير، وزودته بالعديد من الخبرات وتعلم قيمة العمل وذاق حلاوة الكسب من عرق جبينه، بالإضافة إلى أنه بات أكثر وعياً بالجهد الذي يقوم به والده لكسب لقمة العيش»، وأكد بأنه مارس نفس الفعل مع ابنه «بشار» حيث أخضعه لتجربة العمل في وقت مبكر لكي يكون منتجاً ويكون قيمة مضافة للعمل الوطني، ويساهم في الاقتصاد الوطني في بلده.

اتفق مع ما قاله السيد سمير ناس جملة وتفضيلاً، ومازلت أذكر والدي رحمه الله وهو يعلمنا مهنة البيع، وأذكر بأنني وإخوتي كنا نتناوب على البيع في المحلات التي كان يملكها الوالد آنذاك. ومن خلال تجربة العمل في العطلة الصيفية صارت لدي مهارات متفوقة في الرياضات والحساب، وإعداد الدفاتر المالية، والجرد، والأرشفة والتعامل مع مختلف الشخصيات، والتفاوض.. إلخ من مهارات وخبرات من مهنة «البيع بالتجزئة».

وأذكر أنني عندما بلغت من العمر 15 سنة، وكنت حينها في الصف الأول الثانوي، التحقت بالعمل الصيفي لدى شركة كانو للسفر والسياحة، وأذكر بأن السيد رضوان الموسوي أشرف على تعليمي أسس الحجوزات للمجموعات الكبيرة. كانت تجربة رائعة علمتني الكثير من المهارات، التي تعادل الكثير من الشهادات العلمية.. فالخبرة العملية والتواجد على رأس العمل يعتبر مزوداً حقيقياً وواقعياً لما نتعلمه في المدارس والجامعات.

وكم كنت أتطلع لأن يخوض أبنائي تجربة العمل في العطلة الصيفية، وها هي غرفة تجارة وصناعة البحرين تطل علينا بهذه الفكرة الرائدة والفريدة من نوعها.

رأيي المتواضع

هذه هي النسخة الثالثة من المبادرة، وكما ذكر الزميل إبراهيم التميمي الرئيس التنفيذي للاتصال بالغرفة بأن الأعداد تتضاعف عاماً بعد عام، ولا غرابة في ذلك فهذه المبادرة هي مبادرة مبتكرة وفرصة للمشاركين لتجربة فريدة من نوعها في عمر مبكر نسبياً، فجزيل الشكر لغرفة تجارة وصناعة البحرين على هذه المبادرة المبتكرة.