عندما أعلن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، أن البحرين ستتواجد عام 2022 في كأس العالم، وأعلن سموه كذلك عن «عام الذهب» وإعلان سموه عن «الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الرياضي» لم يكن سموه يتحدث عن أحلام.. بل إن سموه كان يتحدث عن أهداف دقيقة قابلة للتطبيق مرهونة بمدة زمنية وقابلة للقياس، هذا ما تأكدت منه من خلال حضوري مع ابني دورة الألعاب الرياضية الأولى للأطفال.

جل التغيير الحقيقي يبدأ من التغير في طريقة التفكير، فعندما تغير طريقة تفكيرك فإن ذلك سينعكس على سلوكك، فإذا كنت تؤمن بأنك تستطيع تحقيق الهدف، سينعكس ذلك على طريقة حياتك مما يؤدي إلى وصولك إلى هدفك بإذن الله، ولا شك في أن «التغيير» يبدأ من الأطفال، هذه الفئة البكر التي لم يغزُ عقلها الإحباط واليأس أو أي معتقدات من شأنها أن تحبطهم عن المحاولة. وفي رأيي المتواضع إن الاستثمار في هؤلاء الأطفال ثروة حقيقية سنجني ثمارها خلال الأعوام القليلة المقبلة.

دورة الألعاب الرياضية الأولى التي اشترك فيها العديد من أطفال البحرين، كانت فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب وصقلها، كما أنها كانت فرصة ذهبية ليعيش الأطفال أجواء التنافس الشريف والتحدي والإصرار. لا أبالغ مطلقاً إذا ما قلت إن الذي كان يحدث في هذه الدورة احترافي بمعنى الكلمة، من ناحية تهيئة المكان للمنافسات الرياضية من جهة، والإعداد النفسي للطالب، فكل ولي أمر ومعلم ومدرب جلس مع طفله قبل انطلاق المسابقات وحمسه وأكد له أنه يستطيع النجاح، وكان الأطفال يتصرفون كما «المحترفون» يدخلون الملعب ويحيون الجمهور «كما يفعل الأبطال العالميون» ويلتقطون صورا كما يفعل نجومهم المفضلون بكل براءة.

وكلمة حق يجب أن تقال في هذا المحفل الرياضي الذي كان يمزج التنافس بالمتعة، إن وجود سعادة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية ووجود الأمين العام للجنة الأولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر وباقي الطاقم الإداري والمتطوعين، أضفى الكثير على هذه الدورة، فالتعامل مع الأطفال من هذه الفئة العمرية ليس بالسهل، ولكن قلوب هذا الطاقم الرياضي المتميز جعل الأطفال أكثر ثقة بأنفسهم وقدموا أداء يستحق الإشادة.

وكلنا نعلم بأنه لولا التزام سمو الشيخ ناصر بن حمد بسباقات الملكية للخيل «سباق رويال ويندسور» التي تقام حالياً في بريطانيا، لكان سموه أول الحضور مع أبنائه حمد ومحمد، فعيون الأطفال كانت ترقب وجود سموه لما يمثله سموه من قدوة حسنة عند أبنائنا الأطفال.

بطولة رائعة بكل تفاصيلها نأمل لها الاستمرارية والنجاح، بطولة مكملة لجميع الإنجازات الرياضية التي جعلتنا «نتنفس رياضة» في مملكتنا الغالية.