الزيادة التي يلاحظها الجميع في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) هذه الأيام لا تعني أن الفيروس تمكن من البحرين ولا تعني أن هذه الأعداد ستستمر في التصاعد. الارتفاع في أعداد المصابين بالفيروس ينبغي أن يكون باعثاً على الاطمئنان وليس على القلق والخوف! فالزيادة هنا إيجابية وليست سلبية وهي تعني أن المعنيين باكتشاف الفيروس ومحاربته كثفوا من عملية الفحوصات وركزوا الجهد على الفئة الأكثر احتمالاً للتعرض للإصابة وهي فئة العمال الأجانب محدودي الدخل خصوصاً الذين يتشاركون السكن مع آخرين ما يؤدي إلى تأثر مستوى النظافة بين الجميع ويسهل من ثم انتقال العدوى فيما بينهم. إضافة إلى الاستمرار في عملية التفتيش العشوائي التي تأكدت فاعليتها وأثبتت نجاحها، فهاتان العمليتان تؤديان بالضرورة إلى اكتشاف حاملي الفيروس الذين يكونون في الغالب سبباً في انتقاله إلى المتشاركين معهم في السكن أو العمل، فيرتفع عدد المصابين... وفي هذا خير.

بناء عليه يمكن القول بأن ارتفاع أعداد المصابين هذه الأيام أمر إيجابي وليس سلبياً، فأن يتم اكتشاف المصابين بالفيروس ويرتفع من ثم العدد الدال على ذلك أفضل من عدم اكتشافهم والقول بأن العدد لم يرتفع ويمكن الإعلان عن أن الأمور تحت السيطرة. وطالما أن عدد حالات الشفاء في نمو لذا لا داعي للخوف والقلق ولا للقول بضرورة طرد هذه العمالة التي تتغطى بالقانون وليس لها أي ذنب في الذي حدث ويصير معها، فهذه أحوالها في أغلب بلدان العالم.

فريق البحرين الوطني عمد إلى العمل على تخفيف الضغط الحاصل في مساكن هؤلاء العمال بتفريغ مجموعة من المدارس «حوالي 11 مدرسة» لإيوائهم بشكل مؤقت، وهي خطوة احترازية مهمة وتدبير وقائي سيظهر أثرهما سريعاً، حيث سيلاحظ الجميع النتيجة المتمثلة في الحد من انتشار الفيروس والانتصار عليه.

جهد كبير تبذله هذه الأيام وزارات الداخلية، والتربية والتعليم، والصحة، والعمل والشؤون الاجتماعية، ومختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بغية حصر هذه العمالة ومواقع سكناها وتوزيعها على أماكن الإيواء وإجراء الفحوصات اللازمة لها وتبين المصابين بالفيروس منهم وإخضاعهم للعلاج.

ما يسعى إليه الفريق المعني بمواجهة الفيروس هو منع انتشاره، ونجاحه في هذه الخطوة نتاجه النجاح في الخطوات التي تليها. المهم والأهم والأكثر أهمية الآن هو عدم السماح بانتقال الفيروس من شخص إلى آخر أو من مجموعة إلى أخرى بتكثيف عمليات البحث عن المصابين وعلاجهم وإخضاع المخالطين لهم للحجر الصحي.

هل هذا ممكن؟ الجواب الأكيد هو نعم، حيث يوجد لدى الجهات الرسمية برنامج يوفر كل ما يلزم من معلومات عن أسماء وأعداد وعناوين سكن هؤلاء العمال، حتى المستفيدين من نظام الفري فيزا منهم، وحيث تم تحديد المدارس التي سيتم تحويلها إلى مراكز إيواء، وحيث يتوفر الفريق المكلف بإجراء الفحوصات اللازمة وإخضاع المصابين للعلاج وعزل المخالطين لهم. وعليه لن تمر سوى فترة قصيرة حتى تبدأ أعداد المصابين بالفيروس في التناقص وصولاً إلى الصفر، فهذا الجهد الكبير من الفريق المعني بمواجهة الفيروس، والجهود السابقة له، وما سيليها من جهود ستحقق المبتغى وسيسهل من ثم الإعلان عن السيطرة على هذا الوباء.

ما يقوم به فريق البحرين الوطني حالياً تكتيك يؤكد قدرته على التعامل مع هذا الحدث غير العادي والمفاجئ، ولن تتأخر دول عديدة عن اعتماده والعمل به بغية السيطرة على الفيروس ودحره.

الأيام القليلة التالية قد تشهد ارتفاعاً في أعداد المصابين بالفيروس لكنه ارتفاع إيجابي، معناه أن فريق المواجهة يتمكن من انتشار الفيروس، وسيتمكن قريباً من القضاء عليه.