وسائل التواصل الاجتماعي تشكل تحدياً لذوي الهمم لما لها من إيجابيات وسلبيات

طالما صادفتنا أخبار عن دراسات علمية تربط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإصابة بالقلق والاكتئاب والعزلة وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى، وعلى العكس هناك بعض الدراسات التي أثبتت إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي ومنها الاتصال الدائم بالعالم الخارجي وإتاحة الفرصة للتعبير عن الرأي ومشاركة الأفكار، فباتت منصة لطرح القضايا والتوصل لحلول بطرق ابداعية، فهل أثر هذا الفضاء بالسلب أم بالإيجاب على ذوي الهمم. في هذا الصدد، تقول أخصائية إرشاد أسري زهراء سعيد سند لـ «الوطن» لكل زمان أمراضه التي تنتشر لسبب أو لآخر، ففي القرن الماضي انتشر مرض الطاعون والإسقربوط وراح ضحيتهما آلاف من البشر، ومع التطور التكنولوجي وتقدم الحياة برزت أمراض وانتشرت لأسباب عائدة للتغيرات في أنماط وأساليب الحياة التي يعيشها البشر.

وأضافت: «كما أن هناك أمراضاً إلى الآن مجهولة السبب كالتوحد، وذوي الهمم العالية الذين يعيشون بيننا، يبعثون فينا الأمل بإنجازاتهم وإبداعهم وإنتاجهم، قاطعين الطريق على كل متشائم بتذرع بوسيلة أو بأخرى لعدم إنجازه أو تطوره. ولمّا برزت وسائل التواصل الاجتماعي فإنها شكلت تحدياً لهذه الفئة بشكل خاص لما لها من إيجابيات وسلبيات قد تنعكس على حياتهم سواء من تسهيل التواصل عليهم أو تعقيد الوضع الصحي لما تفرضه هذه التقنيات من عزلة قد تزيد من وضعهم سوءاً في حالة ما إذا تحولت هذه الوسائل لمصدر إدمان».



وأردفت قائلة: «إذا نظرنا من جانب إيجابي لفئة المكفوفين فإن الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي المسموعة هي مصدر لتسهيل حياتهم لما توفره هذه التقنيات من أساليب تسهل الحصول على الكتب والرسائل المسموعة، ولقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعية في انفتاحهم على العالم والتعرف على أكبر عدد من الناس والثقافات المختلفة، كما ساهمت في تيسير سبل الاتصال بين كافة الأشخاص المكفوفين من أنحاء العالم ليتبادلوا الأفكار والخبرات فيما بينهم».

ونوهت بأن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر الوعي بالفئات ذوي الهمم. مما سهل عليهم الكثير فباتوا لا يحتاجون لتبرير وتوضيح أنفسهم بسبب انتشار الوعي بين أفراد المجتمع عبر هذه الوسائل.

وتطرقت إلى ذوي الإعاقة الحركية وقالت: «قد تفرض صعوبات الحركة لدى بعض ذوي الهمم عزلة «لا إرادية»، بينما تشكل وسائل التواصل الاجتماعي حلقة وصل وسهولة الاطلاع على العالم الخارجي والمحيط الاجتماع، كما تحول بعضهم «لمؤثرين اجتماعيين» إيجابيين».

وأضافت: «من جانب آخر قد يسهم إدمان وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي في تراجع قدرات أطفال التوحد وذوي صعوبات السمع ومشاكل التركيز وفرط الحركة واضطرابات النوم، كما قد يسهم في التأثير سلباً على كفاءة الإبصار، ما يستدعي تدخلاً حاسماً من أولياء الأمور وعلاج ما يمكن علاجه وإنقاذه».

وقالت: «هناك محاذير واحترازات يجب الانتباه لها، فكما هو متعارف فإن الوقاية خير من العلاج، فعلى الآباء قدر الإمكان تجنب تعريض الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي والتقليل منها، ويكون استخدام هذه الوسائل تحت رقابة الأهل وضمن ساعات محددة وبتوجيهات أبوية». واختتمت بالتأكيد على أن «وسائل التواصل الاجتماعي باتت واقعاً في حياتنا لا يمكن الاستغناء عنه، وكلما كنا أكثر وعياً فإننا نحمي أطفالنا من آثاره السلبية الضارة الناتجة عن قلة الوعي أو عدم توعية الأبناء بالمعلومات المناسبة لكل عمر».