كوثر الصائغ


استشارية إرشاد أسري: تحذيرات من شعور الأبناء بالانفصال عن العائلة

فرضت الظروف الاجتماعية في العقود الثلاثة الماضية على الأسر البحرينية واقعاً صعباً، دفع كثيراً منها إلى الاستعانة بالعاملات المنزلية، بيد أن هذه الاستعانة لم تقتصر على الأعمال المنزلية من طبخ وتنظيف وغيرها، ولكنه تعداها إلى تأدية الخادمة أدوار في تربية الأطفال، الأمر الذي أدى إلى تعلق الطفل بالخادمة بصورة يفوق تعلقه بالأم.


وقالت مريم مصطفى: «تولي الخدم تربية الأطفال هي ظاهرة من الظواهر الاجتماعية التي أصبحت مخاطرها تهدد كيان الأسرة وتؤثر سلبياً على تنشئة الجيل المستقبلي في المجتمع البحريني خاصة والخليجي عامة، ومشكلة الاعتماد الكلي على الخادمات في البيوت والشؤون المنزلية وقيامهن بكافة الأعمال خاصة في تربية الأطفال والتكفل بهم في غياب دور الأمهات الأساسي، وقد انتشرت مؤخراً في مجتمعاتنا العربية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة مشكلات الخدم واعتداءاتهم وأثرهم على تربية الأطفال وسلوكياتهم. وفي ظل انشغال الوالدين وغيابهم عن المنزل للعمل، فان للخدم تأثير واضح على تربية الأبناء وعلى المعتقدات الدينية والثقافية التي يجب أن يتربوا عليها، حيث يكتسبون عادات وتقاليد الخدم ما يعتبره البعض غزواً ثقافياً لعقول الأطفال».

في المقابل، تحدث علي السيد عن تجربته مع ابنه البالغ من العمر 10 سنوات، حيث إنه لا توجد خادمة في المنزل ويتولى الأب والأم مسؤولية تنظيف المنزل ورعاية الأطفال، مشيراً إلى أن هذا النهج يعزز التفاعل بين الأطفال ويجعلهم أكثر استقلالية وثقة بالنفس.

ومن جانبها، استعرضت المواطنة سارة قاسمي تجربتها مع ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات، حيث إنها تعتبر الخادمة صديقة لابنتها وتساعدها في القيام بالأنشطة المختلفة، مشيرة إلى أن هذا التعلق يساعد ابنتها على التفاعل الاجتماعي وتطوير مهارات التواصل.

أما محمد أحمد، فقد أشار إلى أن التعلق بالخادمة يعتمد على طبيعة العلاقة بين الأطفال والخادمة، فإذا كانت هذه العلاقة صحية ومبنية على الاحترام المتبادل فلا يوجد أي تأثير سلبي.

وحول الموضوع، قالت استشارية الإرشاد الأسري الدكتورة ليلى ثامر: «إنه يمكن تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة المنزلية وتوفير بيئة تحفزهم على التفاعل مع أفراد الأسرة، كما يمكن إيجاد نشاطات خارج المنزل لتشغيل وقتهم وتوسيع دائرة معارفهم».

وبيّنت أن التعلق الشديد بالخدم والعاملات قد يؤدي إلى شعور الأطفال بالانفصالية عن أفراد الأسرة وتقليل الثقة بالنفس، كما يمكن أن يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وتطوير مهارات التواصل.

وأوضحت أنه يمكن تشجيع الأطفال على التفاعل مع أفراد الأسرة وتوفير بيئة داعمة لتطوير مهارات التواصل والثقة بالنفس، كما يمكن تحديد حدود وضوابط للتعامل مع الخدم والعاملات في المنزل وتوجيه الأطفال بشكل إيجابي.