أمل محمد أمين



لكل إنسان شخصية تميزه عن الآخر فالبعض موهوب في الرسم أو الكتابة والبعض لديه قدرات رياضية عالية، والبعض يمتلك القدرة على التفوق الدراسي في مواد مثل الرياضة والعلوم وآخرون يتفوقون في العلوم الإنسانية والاجتماعية وكتابة القصة والشعر.

ويتأذى الطفل كثيراً إذا حاولنا أخذه في طريق يعاكس المواهب الحقيقية التي يملكها، فمن المهم تنمية تلك المواهب مع محاولة تعليمه مهارات جديدة، ولمعرفة مهارات أطفالك فمن المهم الاستماع إليهم وملاحظة ما يستمتعون به وما يبدو أنهم موهوبون فيه.

قد يكونون مهتمين بالرسم، الغناء، الرياضة، العلوم، الكتابة أو أي مجال آخر، قدم لهم الفرص لاستكشاف مجموعة متنوعة من الأنشطة. قد يحتاجون إلى تجربة مجالات مختلفة حتى يتمكنوا من اكتشاف ما يناسبهم بشكل أفضل، وقم بتشجيعهم ودعمهم في مجالات مواهبهم عليك أن تكون مصدراً إيجابياً للتحفيز وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، قد تحتاج مواهب الأطفال إلى موارد محددة لتطويرها، مثل أدوات الرسم، الآلات الموسيقية، الكتب أو الأدوات العلمية.

حاول توفير هذه الموارد حسب الاحتياجات، شجّع الهوايات الأسَاسية، التي هي القَاعدة الأولّية للمَوهبة. لا تركّز تَشجيعك على نشاط بعينه، أو هواية مُحددة.

لو أظهر طفلك شغفاً بالموسيقى، والألحان مثلاً؛ لا تُحدد الموسيقى في أنواع معينة من الآَلات، أيضاً خُذ طفلك إلى مَدرسة لتعليم الموسيقى، ولو رأيته مُهتماً بالرياضة، ألْحِقه بنادٍ رياضي شامل. أنت بفعل ذَلك تُساعد الطفل على الولوُج إلى عَالم المَوهبة بشكل مبدئي. ومن الضروري ألا تَفرض رؤيتك للأشياء على طِفلك، ينسَى الآباء أحياناً تلك الحكمة المهمة.

لأن الأطفال عادة ما يحَاولون عن وَعي، أو دون وَعي أن يُدركوا أحلامهم، وطُموحاتهم التي لم تَتحقق بعد. لذلك من الأفضل للأبوين أن يدركا، ويهتَما باختيار طِفلهما، واهتماماته النابعة من داخلِه، وْدع طِفلك يفعَل ما يُثير اهتمامه. كَي تستطيع القَول بأنك تفعل ذلك فيَجب عليك إدراك أهم شيء: طِفلك لن يستطيع أن يبدع في مجال مَا إلا ولديه كُل الأدوات، والأغْراض التي سَتُيسّر عليه إطلاق العنان لما بداخله، ولا تَنتقد طِفلك، ولا تُشعره أنه لم يَفعل المُتوقع، أو لَم يحاول بما فيه الكفاية.

امدح ما فَعله، وقَدّر جُهْده، وليس موهبته، أو حظه. لابد أن يَشعر الطفل أن هُناك فَارِقاً بين قدراته، وبَين مَجهوده المَبذول، وكيف يُوظف كليهما لإنتاج أفضل ما لديه دون انتقاد، أو توجيه.

لو رفَض طفلك الاندماج في نشَاط، أو رياضة، أو مجموعة لا تُجبره على العَودة إليها حتى لو اختارها هو بنفْسِه مسبقاً. حاول اكتشاف الشيء الذي يَجعله غير مهتم بممارسة هوايته أو نَشاطه المفضل. من الأفضل أن يُغير نشاطاً أو رياضة في السَنوات الأولى لكَونها مرحلة استكشافية في الأساس. بمُحاولاتك لإجبَاره على العَودة لهوايته الأساسية؛ قَد تفسد رغْبته في ممارسة أي شيء.

بشكل عام، يجب على الآباء إدراك أن المَوهبة ليست بعيدة عن أطفالهم حَتى وإن لم يظهروها، أغلبية الأطفال يُظهرون موهبة ما، لكن يتسبب عدم اهتمام الآباء بها في ضعفها، أو فقدانها تماماً.

ختاماً لقد وجد علماء نفس الطفل أن نِسبة كبيرة من الأطفال الذين يَتمتعون بمواهب مميزة يكتشفهم العالم نتاج اهتمام مُبكر بتلك الموهبة.

وهذا يُخبرك بالأهم عَلى الإطلاق المَوهبة الصافية دون تَنمية قد تصدأ، وتَتلاشى مثلها مثل غيرها من الأشياء. لذلك طوّر عُلماء علم نفس الطفل عدة أفْرُع بحثية لمُلاءمة عملية تنمية مواهب الأطفال وتطويرها، بَجميع أنواعها. فإذا كان لديك طفل استشعَرت فيه بادرة موهبة، فهذا يَستوجب نوعاً خاصاً من الرعاية والتنَمية، حتى لا تموت الموهبة قبل نضجها.