وليد عبدالله

أعرب إعلاميون ورياضيون سعوديون عن أسفهم بخروج المنتخب السعودي من سباق المنافسة من مونديال كأس العالم المقامة حالياً بروسيا، مؤكدين أن الأخضر السعودي غاب عنه المستوى الفني المطلوب ليخرج خالي الوفاض بعد خسارته في المباراتين الأولى أمام البلد المضيف والثانية أمام المنتخب الأورغواياني، وأما المباراة الثالثة فهي تحصيل حاصل له وللفريق العربي الآخر في المجموعة المنتخب المصري الشقيق الذي ودع البطولة، مشيرين إلى أن ما حدث في هذه المشاركة الخامسة للمنتخب السعودي بكأس العالم يعد درساً يجب على الجميع الاستفادة منه، لترتيب الأوراق، موضحين أن ذلك لن يكون إلا بتكاتف الجهود والتفكير بصورة إيجابية لتصحيح المسار من أجل إعادة الهيبة للكرة السعودية من جديد.

وقال الصحافي بجريدة الاقتصادية السعودية منير ابوبشيت: "إن المنتخب السعودي خرج من مشاركته الخامسة في كأس العالم والمقامة حاليا بروسيا، التي أصفها كأسوأ مشاركة له، رغم أنه قدم مستوى جيد في مباراة الأوروغواي. فوصفي له بالسيئ لعدة أسباب أهمها الدعم اللامحدود من القيادة السعودية، وكذلك المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، الذي يشاهد لاعبي المنتخب بدلاً من أن يكون له اسمه والأنظار تتجه إليه من كل صوب، فقد أصبح لاعباً محلياً تجده في ناديه بطلاً يختفي عن الأنظار في المنتخب".



وأضاف: "وبالعودة فنياً على مستوى لاعبي المنتخب أرى أن الخطأ الأكبر والذي اتفق الجميع فيه إقالة الجهاز الفني والإداري السابق للمنتخب، والذي كان أولى بقائهم في المنتخب بغض النظر عن الظروف، ولا نلوم الجهاز الفني أو نضع كل اللوم عليه فهذه الأسماء تقريباً هي نفس الأسماء في الجهاز الفني السابق مع تغيير طفيف في البعض، ولكن يبدو أن لاعبي المنتخب غرتهم النتائج الجيدة في المباريات الودية خاصة أمام الألمان والطليان، ولكن أين تلك المستويات في المحك الحقيقي؟".

وواصل حديثه قائلاً: "بصراحة أعجبني منتخب المغرب أمام البرتغال ورغم الخسارة إلا أن المنتخب المغربي قدم أقوى المستويات وهذا بسبب الاحتراف الحقيقي للاعب المغربي في أوروبا، ونتمنى أن يطبق هذا الاحتراف في السعودية كي يبقى اسم المنتخب في القمة منتخبنا عليه مراجعة الحسابات، ورغم أن المباراة الأخيرة أمام الأشقاء في مصر تحصيل حاصل، إلا على المنتخب السعودي حفظ ماء الوجه والفوز في المباراة، وهذا بالتأكيد لا بد أن يعيه كل لاعب سعودي، وأتمنى أن تنتهي مباراة السعودية ومصر بفوز الأخضر كي نقول: يا ناس الأخضر إذا لعب بركان يفجر الغضب".

تعددت الأسباب والخروج واحد!

من جانبه، قال المذيع بالقنوات السعودية الإعلامي بندر الفليت: "باتت مشاركة الأخضر السعودي حالها من حال المشاركات الثلاث الأخيرة بدء من 1998، حيث إن هذه المشاركات لم ترتقِ للمستوى المأمول مقارنة بالدعم الحكومي أو الشعبي أو حتى الدعم الإعلامي، وفيما يخص مشاركة المنتخب السعودي في هذا المونديال، خيبت نتائجه التوقعات للشارع الرياضي، حيث أكد رئيس الاتحاد أن الطموح لن يتوقف دون الوصول للدور الثمانية، وهذا التصريح أعطى آمالاً للجمهور السعودي بأن المنتخب سيقدم الشيء الكثير ولكن ما حدث هو العكس وخسر المباراة الافتتاحية أمام روسيا بخماسية ومن ثم دخل المباراة بتشكيل مغاير للمباراة الأولى ولم يقدم ما يذكر سوى تحسن بسيط في فترات من المباراة ودليل ذلك هناك تخبط كبير في فترة الاستعداد للمونديال وعدم توصل المدرب للتشكيلة المناسبة وذلك من خلال المشاركة بعدد من الأسماء في المباريات الودية والرسمية وبمرأى من أعضاء الاتحاد السعودي ورئيسه وبصمت كبير من الإعلام الرياضي والذي يعتبر شريكاً في فشل المنتخب السعودي في هذا المونديال. إضافة إلى أن اللاعب السعودي يفتقد للثقة في مجاراة المنتخبات العالمية لشعوره بأنه أقل مستوى من اللاعبين في المنتخبات الأخرى"، مضيفاً أن افتقاد اللاعب السعودي للعامل البدني والتكنيك الفني في استلام وتسليم الكرة، إضافة إلى عدم الانضباط التكتيكي، هذا مما يجعل جميع خطوطه تائهة وتفتقد للتركيز.

وجهة نظر فنية

ومن جانب فني عن مباراة السعودية والأوروغواي، قال المدرب عبدالله غالي الخالدي: "إن تركيز الكتيبة السعودية في مباراة الأوروغواي كان على قوة التنظيم الدفاعي حال فقد الكرة . بدأ بشكل منظم ومميز ودون أي خطورة على مرماه مع تقارب الخطوط والحالة النفسية والذهنية كانت عالية. وصل الأوروغواي لمرمى السعودية 4 مرات، واحدة منها هدف بالدقيقة 22 بخطأ فردي من الحارس من ركنية، حيث نلاحظ عدم تسجيل الأوروغواي من هجمة منظمة لقوة تنظيم دفاع السعودية. بعد الهدف واصلت السعودية الأداء المنظم ووصل لمرمى الأوروغواي، ست مرات ولم يسجل لفقدان الانسجام بين فهد وسالم، هتان للانسجام واستغلال حلول الهجوم الفردية، كما كان التركيز العام للسعودية على التنظيم الدفاعي بسبب المباراة الأولى. وأما الأوروغواي دخل باسمه دون أي مستوى عالي كاسم كبير. فقد كان الفريق بطيء الحركة معتمداً على خبرة محترفيه فقط وفاقد لشخصية بطل كوبا".

وأضاف: "وفي الشوط الثاني استمر الوضع كما هو مع تقارب وصول الفريقان للمرمى، السعودية خمس مرات، والأورغواي ست مرات. أجرت السعودية ثلاثة تغييرات جميعها غير مؤثرة. استمرت السعودية بالتركيز على التنظيم الدفاعي مع محاولات فردية تفتقد للتركيز. السعودية ركزت على الانتشار العرضي بهدف الاستحواذ والذي بالغ فيه الفريق لسلبية الهجوم. افتقد الفريق جرأة الهجوم باللعب للأمام والذي يرجع للعامل النفسي لخوف اللاعبين من تكرار سيناريو المباراة الأولى. وكان الفريق يحتاج لدخول مهند عسيري كلاعب هداف ويحيى كصانع لعب. حيث افتقد الفريق لتمريرة الهدف والتي كانت تخصص يحيى الشهري. المدرب تأثر نفسياً من المباراة الأولى ودخل المباراة وفي ذهنه الخسارة بأقل عدد من الأهداف والتركيز على التنظيم الدفاعي وكانت تغييراته سلبيه. كان بالإمكان الخروج بالتعادل على أقل تقدير لم نستغل بطء منتخب الأوروغواي والمساحات بين خط دفاعه ووسطه".