منذ اندلاع حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة، يتباهى جنوده بنشر مقاطع فيديو توثق عمليات حرقهم المصاحف وتدنيس المساجد، وخط شعارات عنصرية على جدرانها في استخفاف واضح بمشاعر المسلمين وقدسية رموزهم الدينية.

وفي أحدث مشاهد تدنيس المساجد بغزة، تداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة نشرها جندي إسرائيلي تظهره ورفاقة وهم يتجولون داخل المسجد ويعتلون منبره ويدنسون المصاحف ويستهزئون بطقوس الصلاة وقدسيتها علانية من دون خوف أو رادع أخلاقي وقانوني، كيف يكون وهم اللصوص الذين يدعمهم القانون الدولي بشكل مفضوح.

ويظهر في الصور التي جمعها محرر موقع صحيفة «الوطن» جنديان في الصور المنتشرة بزيهما العسكري ممسكان بسلاحهما في صورة استعراضية، بينما يمسك أحدهم بالمصحف الشريف ساخراً.

ولا تبدو تلك الحوادث منفصلة عن الواقع غير المسبوق الذي يعيشه المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة منذ احتلالها عام 67، حيث يشهد المسجد تزايداً في أعداد المقتحمين من “جماعات الهيكل” التي تسابق الزمن لهدمه وبناء “الهيكل الثالث” المزعوم.

وقد عبر عن ذلك وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير في أكثر من مناسبة، في «مسيرة الأعلام» الأخيرة، حيث قال: «القدس لنا، وباب العامود لنا، وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا».

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دمرّ الاحتلال أكثر من 100 مسجد بشكل كلي، بينها المسجد العمري التاريخي، و192 مسجدا و3 كنائس بشكل جزئي، يضاف إليها تدمير وتجريف عدة مقابر، وفقا لتوثيق أولي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية