أكد المستشار الألماني، أولاف شولتس، السبت، أنه يجب القبض على منفذ عملية الطعن في مدينة زولينغن ومعاقبته بأسرع وقت.

وكشفت صحيفة "بيلد" الألمانية عن العثور على السكين المستخدم في الجريمة على بعد 200 متر من موقع الطعن.

ولاحقا أقيم مؤتمر صحافي للمدعي العام والشرطة في زولينغن لتحديث المعلومات حول الاعتداء، حيث أعلنت الشرطة الألمانية أنها تبذل "كل ما بوسعها للتحقيق في هذه الجريمة".
الشرطة الألمانية: 4 مصابين في حالة خطرة

وقالت الشرطة الألمانية في المؤتمر الصحافي: "ما زلنا نحاول فهم ما حصل، وحتى الآن ندعو المواطنين الذين يعتقدون أن لديهم معلومات مفيدة بالتواصل معنا. نشر المعلومات على وسائل التواصل لا يكفي لتحديد واعتقال منفذ الاعتداء".

وواصلت: "عثرنا على عدد من السكاكين في محيط موقع الحادث، والآن نعمل على تحديد مدى ارتباطها بالاعتداء".

وأضافت: "ننفذ عمليات تفتيش واستجوابات في أنحاء ولاية شمال الراين فستفاليا"، موضحة أن " 4 من أصل 8 مصابين في حالة خطرة".

وتابعت: "اعتقلنا في الصباح مشتبها به عمره 15 عاما، ونحن الآن نحقق في إمكانية ارتباطه بالاعتداء، ونعتقد أن منفذ العملية ارتكبها منفردا، ولكننا نحقق في كل الاحتمالات".
المدعي العام: فرضية الإرهاب مطروحة

ومن جانبه، قال المدعي العام خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الشرطة: "لم نحدد المشتبه به بعد، ولا الدوافع بعد، ولكن فرضية الإرهاب مطروحة".

وأشار المدعي العام إلى أن "اعتقال الفتى المشتبه به بعمر ١٥ عاما جاء بسبب رواية شاهد تحدث إلى الفتى المذكور".

ورفضت السلطات الألمانية كشف أي معلومات حول هوية الفتى المعتقل.

وقُتل 3 أشخاص وأصيب 8 آخرون، بينهم 4 بجروح خطرة جراء هجوم بسكين وقع مساء الجمعة خلال مهرجان في زولينغن بغرب ألمانيا، حسب ما أعلنت الشرطة، مشيرة إلى فرار المشتبه به.

وتجري حاليا عملية كبيرة لمحاولة العثور على المشتبه به، بعد تطويق مساحات كبيرة قرب موقع الجريمة، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس.

وقع الهجوم في ساحة سوق فرونهوف حيث تجمع الناس للاستماع لعزف فرق موسيقية‭‭ ‬‬خلال احتفال بمناسبة ذكرى مرور 650 عاما على تأسيس مدينة زولينغن بولاية نورد راين فستفاليا المتاخمة للحدود مع هولندا.

وانتشرت الشرطة في المكان مدعومة بسيارات طوارئ، وطلبت من المواطنين تجنب المنطقة، وفقا لمحطة "زي دي إف".

وقال المتحدث باسم الشرطة ألكسندر كريستا لصحيفة "بيلد" إن "المعتدي طعن الناس بسكين بشكل عشوائي".

وأفادت مصورة في فرانس برس أن الشرطيين الذين انتشروا في المكان ليل الجمعة كانوا يعملون بمساعدة عناصر من القوات الخاصة. وذكرت أن مروحية كانت تشارك أيضا في العمليات.

وكشفت متحدثة باسم الشرطة في مدينة دوسلدورف، لوكالة فرانس برس، في وقت باكر السبت، أن عملية المطاردة المستمرة للمشتبه به قد امتدت إلى خارج زولينغن، مشيرة إلى وضع عدد من الحواجز على الطرق.

وأعلنت المتحدثة أنه لا يوجد حتى الآن أي وصف تفصيلي للمشتبه به، لافتة إلى أن الشرطة تسعى للحصول على معلومات حول الهجوم الذي وقع ليل الجمعة، بما في ذلك أيّ صور ومقاطع فيديو.

وأكدت الشرطة أن المهاجم استهدف طعن أعناق الضحايا على وجه التحديد، مشيرة إلى أنه ليس بوسعها الآن تقديم المزيد من التفاصيل حول الهجوم أو تحديد الدافع وراء ارتكابه.

وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ على الموقع الإلكتروني للمدينة "الليلة نحن جميعا في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن"، مضيفا "أردنا جميعا الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معا، والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم".

وتابع: "ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم. أصلي لجميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم".

وشكر كورزباخ خدمات الطوارئ على عملها في مكان الواقعة، مبديا تعاطفه مع من كانوا شاهدين على الهجوم.

تقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمالي كولونيا.

وتجمعت حشود في المدينة مساء الجمعة خلال اليوم الأول من "مهرجان التنوع" الذي كان مقررا أن يستمر ثلاثة أيام حتى الأحد، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لهذا الحدث.

وكان مقررا أن يضم المهرجان عروضا موسيقية ومسرحية وعروضا أخرى يشارك فيها كوميديون، وسط توقعات بحضور ما يصل إلى 75 ألف زائر على مدار الأيام الثلاثة.

لكن المنظمين أعلنوا أن الاحتفالات في زولينغن ألغِيت بسبب الهجوم.

وذكرت صحيفة "سولينغر تاغبلات" المحلية أنه بعيد الساعة 22,00 (20,00 بتوقت غرينتش)، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح لمقاطعة الحفل الذي بدأ مساء الجمعة بعرض ضوئي مصحوب بحفلات موسيقية في ساحة بوسط المدينة.

وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.
برك دم

ونقلت الصحيفة عن فيليب مولر وهو أحد المنظمين قوله إن "الناس غادروا الميدان في حالة صدمة لكن بهدوء".

كما صرح شاهد عيان للصحيفة بأنه كان موجودا على بعد أمتار قليلة من الهجوم، ليس بعيدا من مسرح الحفل، وأنه "فهم من تعبير وجه المغنية أن ثمة خطبا ما".

وأضاف الشاهد لارس بريتزك: "من ثم، سقط شخص على بعد متر واحد مني". وروى أنه اعتقد في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بشخص مخمور، لكن عندما استدار، رأى أشخاصا آخرين ممددين أرضا وشاهد بركا من الدماء.

وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه مسلح ويميني متطرف.

ويعود الهجوم الأعنف حتى الآن على الأراضي الألمانية إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 حين قتل 12 شخصا صدما بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الاعتداء.

وفي نهاية أيار/مايو الماضي أدى هجوم بسكين في مدينة مانهايم (غرب) واستهدف تجمعا معاديا للإسلام إلى مقتل شرطي وإصابة 5 أشخاص آخرين.

وفي 19 آذار/مارس، أوقف في تورينغن بشرق ألمانيا مسلحان أفغانيان يشتبه بأنهما كانا يخططان لاعتداء.

وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتقل 3 رجال يشتبه بأنهم كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء بواسطة "سيارة" ليلة رأس السنة ضد كاتدرائية كولونيا (غرب).

وثمة تهديد آخر يحدق بالبلاد يتمثل باليمين المتطرف، بعد هجمات دامية عدة سجلت خلال السنوات الأخيرة.