واشنطن - (أ ف ب): استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 3 أمريكيين كانوا محتجزين في كوريا الشمالية لدى وصولهم قاعدة عسكرية قرب واشنطن في ساعة مبكرة الخميس، في خطوة تعد نجاحا دبلوماسيا ونقطة انطلاق لقمته التاريخية المرتقبة مع كيم جونغ أون.

وتوجه ترامب والسيدة الأولى ميلانيا بمروحية من البيت الأبيض إلى قاعدة أندروز الجوية للترحيب بكل من كيم هاك-سونغ وتوني كيم وكيم دونغ-شول لدى عودتهم إلى الولايات المتحدة بعد أن أفرجت عنهم كوريا الشمالية الأربعاء.

وصعد ترامب وزوجته إلى الطائرة للقاء غير علني مع الأمريكيين الثلاثة قبل الخروج أمام كاميرات التلفزيونات ليلا.



وأشاد ترامب بكيم لإطلاقه سراح الأمريكيين قبيل القمة المرتقبة بينهما.

ولوح أحد المحتجزين السابقين على سلم الطائرة وآخر على أرض المطار.

وقال ترامب "فهمنا إننا سنتمكن من الإفراج عن هؤلاء الرجال الثلاثة الرائعين خلال اللقاء، وإعادتهم إلى الديار بعد اللقاء".

وأضاف "الإفراج عنهم قبل الاجتماع كان خطوة لطيفة. وبصراحة لم نعتقد أن هذا سيحصل. وقد حصل".

وفي إشارة إلى التغيير المفاجئ في العلاقات الأمريكية مع كوريا الشمالية والقمة المرتقبة قال ترامب "نبدأ من انطلاقة جديدة ... لقد أفرج عن الرجال بشكل مبكر. وأعتقد إنها خطوة كبيرة. مهمة جدا بالنسبة لي".

وتابع "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدا للقيام بشيء مجد ولو ذكر أحدهم ذلك قبل خمس سنوات أو عشر سنوات - وحتى قبل سنة - لقلتم إنه غير ممكن"، مضيفا "أمور كثيرة جيدة حصلت".

وقال مسؤول أمريكي إن النظام الكوري الشمالي منح الثلاثة "عفوا" مما أزال نقطة خلاف رئيسية بين واشنطن وبيونغ يانغ وعقبة محتملة أمام المحادثات بين خصمي الحرب الباردة.

وعاد الثلاثة برفقة وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو.

واثنان من المفرج عنهم - الخبير الزراعي كيم هاك-سونغ والأستاذ الجامعي السابق توني كيم - اعتقلا في 2017، فيما الثالث - كيم دونغ-شول رجل الأعمال الأمريكي المولود في كوريا الجنوبية والقس وهو في الستينيات من العمر -- حكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الأشغال الشاقة في 2016.

ولدى وصولهم سأل أحد الصحافيين الرجال عن معاملتهم في كوريا الشمالية. وقال كيم دونغ شول من خلال مترجم "نعم، عوملنا بطرق مختلفة. بالنسبة لي كان لدي الكثير من الأشغال الشاقة. لكن عندما مرضت قدموا لي العلاج أيضا".

وقال البيت الأبيض إن المفرج عنهم الثلاثة ساروا دون مساعدة إلى الطائرة التابعة لسلاح الجو الأمريكي التي نقلتهم من كوريا الشمالية مع وزير الخارجية.

ورافقتهم طائرة ثانية مزودة بمعدات طبية.

وقال بومبيو للصحافيين المرافقين "جميع المؤشرات في هذه المرحلة تدل على أنهم بصحة جيدة بقدر الإمكان بالنظر لاحتجازهم".

واصدر الثلاثة فيما بعد بيانا من خلال وزارة الخارجية، عبروا فيه عن الشكر.

وقالوا "نود التعبير عن تقديرنا العميق لحكومة الولايات المتحدة والرئيس ترامب والوزير بومبيو وشعب الولايات المتحدة لإعادتنا إلى الديار".

وأضافوا "نشكر الله وجميع عائلاتنا وأصدقاءنا الذين صلوا من أجلنا ومن أجل عودتنا".

بدورها عبرت أسرة توني كيم عن الامتنان "لكل من سعى وساهم في هذه العودة إلى الديار".

وقبل وصول الطائرة وصف ترامب الإفراج عن الأمريكيين الثلاثة بأنه "بادرة حسن نية".

وقال البيت الأبيض إن ترامب تحدث إلى نظيره الكوري الجنوبي مون جاي- إن الأربعاء بخصوص زيارة بومبيو إلى كوريا الشمالية وبأن الرئيسين رحبا بالإفراج عن الأمريكيين "وعبرا عن الأمل في لم شمل العائلات بفرح".

واعتبر أنصار ترامب الإفراج عنهم نصرا سياسيا مطلقا ودليلا بحسب نائبه مايك بنس "على أن القيادة القوية ومبدأنا "أمريكا أولا" يؤتيان ثمارا".

وتمهد تلك التطورات على ما يبدو الطريق أمام قمة مترقبة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي يتوقع انعقادها في الأسابيع المقبلة.

وقال جان لي المحلل في مركز ويلسون للأبحاث "كان من الضروري جدا أن تضمن إدارة ترامب إطلاق سراح الأمريكيين الثلاثة قبل أي قمة".

وفي أول تصريحات له بشأن القمة ذكرت تقارير إن جلوس الزعيم الكوري الشمالي مع ترامب "سيكون لقاء تاريخيا" و"خطوة أولى ممتازة"، بحسب وسائل إعلام حكومية.

وقال ترامب إنه تم الاتفاق على موعد وتاريخ وموقع قمته التاريخية مع كيم، رغم أن مسؤولين أمريكيين قالوا أنه لا تزال بعض اللمسات الأخيرة.

وأكثر الأماكن المرجحة هي سنغافورة الحيادية.

وقال ترامب للصحافيين إن إدارته ستعلن التفاصيل "خلال ثلاثة أيام" لكنه كشف بأن مكان عقد القمة ليس المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين.

وقال إن الزعيم الكوري الشمالي "يحاول خلق أجواء جيدة للقمة. اعتقد أنها ستكون محادثات جيدة مثمرة". وأضاف "نخطط لتستمر يوما واحدا، لكن في حال وجود مسائل أكثر للنقاش، ستكون هناك فرصة لتمديدها لليوم الثاني".

ومنذ توليه منصبه يطبق ترامب "أقصى قدر من الضغط" على كوريا الشمالية.

وقوبلت سلسة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية الاستفزازية بعقوبات أمريكية وموقف صيني أكثر تشددا من التجارة العابرة للحدود.

ويعتقد مسؤولون في واشنطن إن الإجراءات تسببت بنقص الوقود في كوريا الشمالية وتزايد التوتر داخل النظام.

والمسؤول الكوري الشمالي كيم يونغ شول الذي التقى بومبيو في بيونغ يانغ شدد على أن انفتاح البلاد أمام المحادثات "ليس نتيجة العقوبات التي فرضت من الخارج" بل لتغيير في تركيز النظام.

وقال "قمنا بإتقان قدرتنا النووية. فسياسيتنا هي التركيز على كافة الجهود لتحقيق التقدم الاقتصادي في البلاد".