باريس - لوركا خيزران

حملت احتفالات فرنسا بعيدها الوطني وسط إجراءات أمنية مشددة ليل السبت حقبة جديدة للبلاد جراء انفراج العلاقات بين الرئيس إيمانويل ماكرون والعسكريين بعد توترات تسبب بها خفض الإنفاق العسكري، قبل أن يعاود ماكرون زيادتها.

واعتبر المحلل السياسي فرانك سيرجالا في تصريح لـ"الوطن" أن إقرار ماكرون زيادة الإنفاق العسكري جاء في "توقيت مدروس لتحسين العلاقات مع العسكر".

وأخرجت الجيوش الفرنسية، في العيد الوطني للبلاد، باكورة معداتها كما جرت التقاليد، للمشاركة في عرض 14 يوليو في جادة الشانزليزيه التي احتفل بها مئات آلاف الفرنسيين.

وقال رئيس قيادة الأركان الجنرال فرانسوا لوكوانتر إن العرض العسكري التقليدي بباريس "عرض مدروس للقوة".

وتولى كوانتر منصبه قبل سنة بعد الأزمة التي اندلعت بين ماكرون ورئيس الأركان السابق حول الميزانية تسببت برحيله.

المحلل السياسي فرانك لاغاتا قال لـ"الوطن" إن "العلاقات اليوم بين ماكرون والعسكريين في حالة انفراج بعد أن أصدر الرئيس الجمعة قانون التنظيم العسكري 2019-2025 الذي يخصص قرابة 300 مليار يورو من الاعتمادات الدفاعية المتراكمة لتصل إلى 2% من إجمالي الناتج الداخلي خلال سبع سنوات".

وتقررت هذه الزيادة في النفقات العسكرية التي اعتبرها القادة العسكريون ضرورية بعد سنوات من التمويل المنخفض للجيوش الفرنسية التي استُنفدت جراء التزامات كبيرة في منطقة الساحل من خلال عملية برخان وفي الشرق الأوسط من خلال عملية الشمال، وعملية "سنتينال" في فرنسا.

وقال ماكرون مساء الجمعة خلال حفل الاستقبال التقليدي الذي تنظمه وزارة الدفاع "مع قانون التنظيم العسكري الجديد، سنعالج مصاعب الماضي ونحسن الحاضر ونعد مستقبل بلدنا من خلال منحه الوسائل الدفاعية".

تدابير مشددة

وتحت شمس ساطعة افتتح الرئيس إيمانويل ماكرون للمرة الثانية منذ انتخابه في مايو 2017 الحفل عبر استعراض الجيوش بجوار رئيس الأركان على الشانزليزيه واقفاً في "عربة قيادة" ترجل منها على الجادة الفرنسية قبل أن يصعد إلى المنصة الرئاسية في ساحة الكونكورد.

وتجري الاحتفالات وسط تدابير مشددة إذ تنشر السلطات 110 آلاف من عناصر الشرطة والأمن في كامل تراب الجمهورية خلال عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة العيد الوطني ونهائي كأس العالم بكرة القدم بين فرنسا وكرواتيا. ففي باريس والضواحي القريبة وحدها تم نشر 12 ألف رجل شرطة خلال يومي السبت والأحد، مع تأهب نحو 3000 من موظفي الطوارئ الطبية.

وبعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور احتفالات العام الماضي، دعي لحضور حفل هذه السنة رئيس وزراء سنغافورة هسيين لونغ ووزير خارجية اليابان تارو كونو في ظل مساعي فرنسا لتعزيز علاقاتها العسكرية في آسيا والمحيط الهادئ.



وتصدرت أعلام البلدين، التي رفعها سبعة جنود من كل منهما، إلى جانب الأعلام الفرنسية العرض الذي رافقته طلعات جوية نفذتها 64 طائرة بينها طائرات ألفاجيت من سرب "باتروي دو فرانس" العريق وعلى متنها ثلاثة من جرحى الحرب من القوات الخاصة.

وحظي توماس بسكيه وهو عاشر فرنسي يصعد إلى الفضاء بشرف قيادة طائرة رافال، فيما شهد الحفل أول عرض لطائرة التموين إيرباص 330 فينيكس، والطلعة الأخيرة لطائرة ميراج-ان.

وشارك في الاحتفال 4290 عسكرياً و220 عربة عسكرية و250 حصاناً و64 طائرة و30 مروحية في عرض هذه السنة الذي استمر لساعتين تحت شعار "أخوة السلاح".