باريس - لوركا خيزران

تفادى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضربة جديدة لحكومته عندما رفض استقالة وزير الداخلية جيرار كولومب، على الرغم من أن وزير الداخلية أراد من استقالته "تجنيب الوزارة تبعات عدم الاستقرار جراء عزمه الترشح لمنصب في البلدية"، إلا أن ما كرون رفض استقالته "لعدم زعزعة الحكومة كلها بعد ضربتي استقالة وزيري البيئة والرياضة"، بحسب المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا.

وأكدت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" أن وزير الداخلية جيرار كولومب قدم استقالته لإيمانويل ماكرون لكنه رفضها. وأوضح الإليزيه أن ماكرون جدد ثقته بكولومب "وطلب منه الاستمرار في أداء مهمته لضمان أمن الفرنسيين"، مندداً بـ "الهجمات التي يتعرض لها الوزير منذ أكد في 18 سبتمبر الماضي أنه سيترشح لمنصب رئيس بلدية ليون في 2020".



وكانت صحيفة لوفيغارو أعلنت أن كولومب قدم عصر الاثنين استقالته إلى ماكرون.

وبحسب مصدر حكومي فإن رئيس الوزراء إدوار فيليب أبلغ بهذه الاستقالة فور عودته من زيارة إلى مدريد.

واعتبر المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا في تصريح لـ"الوطن" أنه "بكل تأكيد ماكرون ورئيس وزرائه إدوار فيليب ليسا بوارد تغيير وزير الداخلية سريعاً بعد الاستقالة المدوية لوزير البيئة نيكولا أولو ووزيرة الرياضة والتعديل الحكومي الطفيف الذي تلاهما".

وأضاف أنه "يتضح من خلال هذا الأمر أن الرئيس ماكرون عازم على قطع الطريق أمام المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرار البلاد، والتي كان كولومب ضحية لها منذ أن أعلن نيته مغادرته المنصب الصيف المقبل للتفرغ للترشح في انتخابات بلدية ليون".

وقبل أسبوعين، أعلن كولومب عن خطط للانسحاب من الحكومة والترشح لانتخابات رئيس بلدية ليون في عام 2020، وأشار إلى أنه "سيستقيل في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو 2019".

وعودة كولومب إلى ليون، إحدى أكبر مدن فرنسا، متوقّعة منذ وقت طويل، لا سيّما وأنّه شغل منصب رئيس بلدية لمدينة طيلة 16 عاماً قبل أن يعينه ماكرون في مايو 2017 في منصب وزير الداخلية الاستراتيجي.

وكولومب الملتزم بالخطاب الرئاسي عادة، بدا منذ مطلع سبتمبر، وكأنه ينأى بنفسه عن سياسة الحكومة، ولا سيما حين قال إن السلطة التنفيذية "تفتقر إلى التواضع". وشغل كولومب "71 عاماً"، منصب عمدة مدينة ليون من عام 2001 حتى عام 2017.