* هولندا تحبط "هجوماً إلكترونياً" وتستدعي السفير الروسي

* الاتحاد الأوروبي يشجب هجوماً إلكترونياً روسياً على "الأسلحة الكيميائية" في لاهاي

واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)



اتهمت كل من بريطانيا وأستراليا وهولندا وكندا، الخميس، روسيا بتنفيذ أكبر الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة على مواقع ومنشآت بينها منظمة دولية واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، فيما أعلنت وزارة العدل الأمريكية الخميس إدانة 7 جواسيس عسكريين روسيين بتهم تتعلق بالقرصنة الإلكترونية المرتبطة بتسريب بيانات اختبار المخدرات للرياضيين الأولمبيين في محاولة لتقويض الجهود الدولية لكشف المنشطات الروسية.

وأبدى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي قلقهم الشديد الخميس إزاء هجوم إلكتروني على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي كانت المخابرات العسكرية الروسية وراءه. واستدعت هولندا السفير الروسي في أمستردام بعد أن أحبطت أجهزة الاستخبارات الهولندية هجوماً إلكترونياً روسياً كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في أبريل الماضي، كما طردت 4 عملاء روس من البلاد.

وقالت الحكومة الهولندية إن الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات إلكترونية في موقف سيارات فندق بالقرب من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي، في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي.

وأوضح وزير الدفاع الهولندي أنك بييلفيلد، أن "الحكومة الهولندية تعتبر ضلوع عملاء الاستخبارات هؤلاء أمراً يثير القلق الشديد"، مشيراً إلى أن بلاده لا تكشف عادة عن مثل هذا النوع من عمليات مكافحة التجسس.

وقال مسؤولون هولنديون إن هولندا تعرفت على هويات العملاء الروس، مشيرة إلى أن العملية نفذتها وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية.

وأضافوا أن بريطانيا ساعدت هولندا في هذه العملية، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وأشار وزير الدفاع الهولندي إلى جهاز كمبيوتر محمول يعود لأحد الروس الأربعة، كان مرتبطاً بالبرازيل وسويسرا وماليزيا، مع أنشطة في ماليزيا لها علاقة بالتحقيق في إسقاط الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة "إم إتش17" فوق أوكرانيا عام 2014.

وفي أمريكا، اتهم 4 من ضباط وكالة المخابرات العسكرية الروسية في روسيا باستهداف منظمات تتهم روسيا باستخدام الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا. وتم توجيه الاتهام لثلاثة في يوليو الماضي بتهمة التآمر للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

وتكشف لائحة الاتهام كذلك عن حملة موسكو المستمرة والواسعة لتشويه سمعة الديمقراطية الغربية والمؤسسات الدولية من خلال معلومات مضللة وإجراءات أخرى، والهدف، كما قال المسؤولون، هو تعكير أو تغيير مفاهيم الديمقراطية.

وجاء الإعلان في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة البريطانية اتحاد النقابات العمالية الخميس بـ "الهجمات الإلكترونية المتهورة والعشوائية"، وألقت باللوم على القرصنة التي سجلتها السجلات الطبية العليا للرياضيين وإلى تعطيل نظام مترو أنفاق كييف إلى سرقة رسائل البريد الإلكتروني في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. . وقال مسؤولون أمنيون هولنديون أيضاً إنهم طردوا أربعة روس من هولندا لمحاولتهم اختراق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي في أبريل.

وقال وزير الدفاع البريطاني غافن وليامسون الخميس في اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ووزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل "عندما تتصرف روسيا بطريقة عشوائية ومتهورة، حيث قاموا بها فيما يتعلق بهذه الهجمات الإلكترونية، سنقوم بمعاقبتهم، نحن نعتقد أنه من خلال القيام بذلك، فإن هذا سيكون بمثابة عامل مثبط للعمل على هذا النحو في المستقبل".

وأعرب رئيس "الناتو"، عن دعمه لهذه الاتهامات، في حين رفضت وزارة الخارجية الروسية الاتهامات وقالت إن ذلك يعد "هوس تجسس غربي"، وفقاً لوسائل الإعلام الروسية.

وقال وزير الدفاع البريطاني غافين ويليامسون خلال زيارة إلى بروكسل "هذه ليست أفعال قوى عظمى، هذه أفعال دولة منبوذة".

وتابع "سنواصل العمل مع الحلفاء لعزل "روسيا"، وجعلها تفهم أنهم لا يمكنهم مواصلة التصرف بنفس الأسلوب".

وانضمت أستراليا إلى بريطانيا في اتهاماتها لأجهزة الاستخبارات العسكرية الروسية، مع اعتبار رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الخارجية التدخل الروسي أمراً "غير مقبول".

وقال رئيس الوزراء سكوت ماريسون ووزيرة الخارجية ماريس باين، في بيان، إن "الفضاء المعلوماتي ليس كالبراري الغربية".

كما أعلنت كندا، الخميس، أنه تم استهدافها بهجمات معلوماتية روسية مشيرة إلى المركز الكندي لأخلاقيات الرياضة ووكالة مكافحة المنشطات العالمية التي مقرها في مونتريال، وذلك بعدما حملت دول غربية موسكو مسؤولية بعض أكبر مخططات القرصنة في السنوات الماضية.

وقالت وزارة الخارجية الكندية، في بيان، إن حكومة كندا ترجح أن ذراع الاستخبارات العسكرية الروسية "مسؤولة عن هذه الهجمات المعلوماتية".

وأعلن القضاء الأمريكي، الخميس، أنه وجه اتهاماً إلى 7 عناصر في الاستخبارات العسكرية الروسية في الهجمات الإلكترونية التي استهدفت هيئات رياضية ووكالة دولية وشركة أمريكية متخصصة في الطاقة النووية.

وأوضح مسؤول في وزارة العدل الأمريكية أن هذه الاتهامات مرتبطة بطرد أربعة عملاء روس متهمين بمحاولة قرصنة مقر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي بهولندا.

بدورها، أعلنت أجهزة الأمن الهولندية، في وقت سابق الخميس، أنها أحبطت هجوماً إلكترونياً روسياً كان يستهدف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وطردت هولندا 4 قالت أنهم عملاء روس من البلاد في إبريل بعد أن كشفت عن محاولة تجسس يقوم بها جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية مستهدفاً منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي.

وجاء الاتهام الهولندي بعد ساعات من تحميل كل من بريطانيا وأستراليا جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي المسؤولية عن عدد من أكبر مخططات القرصنة في السنوات الأخيرة بما فيها الهيئة العالمية لمكافحة استخدام المنشطات في الرياضة.

وفي قضية التجسس في هولندا، قالت الحكومة إن الروس أعدوا سيارة محملة بتجهيزات إلكترونية في موقف سيارات فندق بالقرب من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي في محاولة لقرصنة نظامها المعلوماتي.

ووقت الهجوم، كانت المنظمة تحقق في استخدام غاز أعصاب لتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في سالزيري في بريطانيا. وقال مسؤولون هولنديون إنه لم يتضح ما إذا كانت عملية القرصنة مرتبطة بذلك.

ولكن الاستخبارات الهولندية والبريطانية كانت تتعقب الروس الذين تركوا عدة أدلة من بينها جهاز كمبيوتر محمول وفاتورة سيارة أجرة من مقر الاستخبارات العسكرية الروسية إلى مطار موسكو، بحسب السلطات الهولندية.

وفي مؤشر على توسع نشاط الشبكة، فإن جهاز كمبيوتر محمول يعود لأحد الروس الأربعة كان مرتبطاً بالبرازيل وسويسرا وماليزيا مع أنشطة في ماليزيا لها علاقة بالتحقيق في إسقاط الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة "أم إتش17" فوق أوكرانيا عام 2014.

وفي بيان مشترك، اتهم رئيس وزراء هولندا مارك روته ونظيرته البريطانية تيريزا ماي روسيا بالاستخفاف بالقيم العالمية.

وقال البيان "هذه المحاولة لدخول نظام آمن في مؤسسة دولية تعمل على تخليص العالم من الأسلحة الكيماوية يبين أن الاستخبارات العسكرية الروسية تستخف بالقيم العالمية والأنظمة التي تصون سلامتنا جميعاً".

وقالت الحكومة الهولندية إنها استدعت السفير الروسي بسبب هذه القضية.

وندد الاتحاد الأوروبي الخميس "بعمل عدائي". وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية جان كلود يونكر ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في بيان مشترك، إن "هذا العمل العدائي يدل على ازدراء بالهدف السامي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية". وأضافوا "نأسف لمثل هذه الأعمال التي تمس بالقانون الدولي والمؤسسات الدولية".

وطالب رئيس "الناتو" ينز ستولتنبرغ روسيا بوقف تصرفاتها "المتهورة".

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الخميس، في بروكسل أن الولايات المتحدة قررت أن تضع في تصرف حلف شمال الأطلسي قدراتها في مجال التصدي للقرصنة المعلوماتية لمساعدته في مواجهة هذه الهجمات الصادرة من روسيا، بشكل أفضل.

وقال ماتيس، أمام الصحافيين، إن واشنطن تحذو بذلك حذو دول أخرى من أعضاء الحلف التي سبق أن التزمت بتقديم "إمكانات معلوماتية" للحلف، مشيراً الى بريطانيا والدنمارك وهولندا واستونيا.

وفي إشارة إلى التصريحات البريطانية والأسترالية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن المزاعم تم خلطها معاً "بشكل عشوائي".

وصرحت للصحافيين "يا له من خليط عطر" في إشارة ساخرة إلى مزاعم بأن غاز "نوفيتشوك" الذي أدى إلى تسمم سكريبال وابنته كان موضوعاً في زجاجة عطر.

كما قال مندوب وزارة الخارجية الروسية "هوس التجسس لدى الغربيين يزداد قوة".

وفي مؤتمر صحافي، قال رئيس جهاز الاستخبارات الهولندي الجنرال اونو ايكلشيم أن الروس الأربعة توجهوا إلى مطار "شيبول" في أمستردام في العاشر من إبريل مستخدمين جوازات سفر دبلوماسية روسية والتقاهم مسؤول في السفارة الروسية.

وعرض جوازات سفر تظهر أن الروس الأربعة هم: اليكسكسي مورينتس، ويفغيني سريبرياكوف وأوليغ ستوكنيكوف والكسي مينين.

وقال إن الروس في البداية ركبوا سيارة أجرة من قاعدة جهاز الاستخبارات العسكرية في موسكو إلى المطار، وإن الاستخبارات الهولندية عثرت على فاتورة لأجرة السيارة في الفندق الذي كانوا يقيمون فيه. كما أن هواتفهم النقالة تم تفعيلها في موسكو بالقرب من مقر جهاز الاستخبارات.

وفي 11 أبريل استأجروا سيارة "سيتروين سي3" وقاموا باستكشاف المنطقة المحيطة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي، وكانت الاستخبارات الهولندية تراقبهم طوال ذلك الوقت.

بعد ذلك، تمركز الروس في 13 أبريل في فندق قريب من المنظمة الدولية والتقطوا الصور فيما كانت سيارتهم في الفندق وصندوقها في مواجهة المنظمة. وكان الصندوق يحتوي على معدات إلكترونية لاعتراض الاتصال اللاسلكي بالإنترنت في المنظمة، وكان الهوائي مخبأ في صندوق السيارة. بعد ذلك، داهم عملاء هولنديون الرجال الأربعة.

وقال ايكلشيم "كانوا يحاولون القيام بعملية قرصنة من مكان قريب .. وقد اعترضناها وطردنا الرجال الأربعة من البلاد. لقد كانت عملية ناجحة". وفي داخل السيارة، وجد الهولنديون جهاز كمبيوتر محمول وهواتف الرجال الأربعة.

وأضاف إيكلشيم "بالتأكيد، لم يكونوا هنا لقضاء إجازة". وقال وزير الدفاع الهولندي أنك بييلفيلد، خلال المؤتمر الصحافي، إن "الحكومة الهولندية تعتبر ضلوع عملاء الاستخبارات هؤلاء في هذه العملية أمراً يثير القلق الشديد".

وتأتي التطورات الحاصلة الخميس في أعقاب تحركات منفصلة في وقت سابق من هذا العام نابعة من تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر الخاص بالتدخل الروسي في انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة. وفي يوليو الماضي اتهم مولر 12 روسيا بتهمة قرصنة وتسريب رسائل البريد الإلكتروني من المسؤولين والمنظمات الديمقراطية. وفي فبراير الماضي، أعلن المسؤولون عن إدانة أكثر من 12 "متصيد" روسي ينشرون المعلومات على الإنترنت إضافة للعديد من النشطاء الذين سافروا إلى الولايات المتحدة وطُرحوا أنفسهم كأمريكيين وأسهموا في إذكاء الانقسامات السياسية.

وفي صيف عام 2016، اخترقت نتائج اختبار الأدوية من بيانات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ونشرت معلومات سرية حول الرياضيين الأولمبيين الأمريكيين، بما في ذلك نجوم التنس سيرينا وفينوس وليامز، والرياضي سيمون بايلز. وقامت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بشكل علني باستدعاء الوكالة العسكرية الروسية للقيام بجمع المعلومات.

والآن تسعى الحكومة الأمريكية لتطبيق القانون على الجواسيس الإلكترونيين.

وقال سكوت برادي، المدعي العام الأمريكي لمنطقة غرب بنسلفانيا، حيث وجهت هيئة المحلفين الاتهام إلى الروس "نريد أن يعرف مئات من ضحايا هؤلاء المتسللين الروس أننا سنبذل كل ما في وسعنا لإخضاع هؤلاء المجرمين للمساءلة عن جرائمهم".

وقال جون ديميرس، مساعد المدعي العام للأمن القومي من الواضح من الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام اليوم أن المتهمين اعتقدوا أنهم يستطيعون استخدام إخفاء هويتهم للتصرف مع الإفلات من العقاب، في بلدانهم وفي أقاليم دول أخرى ذات سيادة ، من أجل تقويض المؤسسات الدولية لصرف انتباههم عن سوء تصرف حكومتهم".

وبعد أيام من نشر الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقريرها، استعد الضباط للاختراق لشبكات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ووكالة مكافحة المنشطات التابعة للولايات المتحدة من روسيا، حسبما قالت لائحة الاتهام. وقال مسؤولون إنه على الرغم من عدم نجاحهم في الجهود المبذولة سافر اثنان من جواسيس إلى ريو لاختراق شبكات الواي فاي التي يستخدمها مسؤولو مكافحة المنشطات في فنادقهم وأماكن أخرى. ونجحوا في سرقة كلمة المرور وكلمة المرور لحساب البريد الإلكتروني لأحد موظفي وكالة مكافحة المنشطات في الولايات المتحدة، والحصول على ملخصات لنتائج الاختبارات والأدوية الموصوفة.

وفي سبتمبر، سافروا إلى لوزان، سويسرا، حيث تستضيف مؤتمراً في أحد الفنادق ، وتمكنوا من سرقة أوراق اعتماد مسؤول في المركز الكندي لأخلاقيات الرياضة من خلال اختراق شبكة WiFi الفندقية.

وقال مسؤولون إنه في إطار جهود التضليل، يقترن الناشطون في بعض الحالات بالتسريبات من خلال نشرات وتعليقات تثير غموضا في المواضيع التي تستخدمها الحكومة الروسية للرد على نتائج وكالات مكافحة المنشطات. وبين عامي 2016 و 2018، تبادلا أيضاً رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الخاصة مع نحو 186 مراسلاً "في محاولة واضحة لتوسيع نطاق عرض وتأثير رسالتهم"، كما قالت وزارة العدل في بيان صحافي.

وقال ديميرز "آمل أيضاً أن يلقي أعضاء مسؤولو وسائل الإعلام الدولية نظرة على عمليات" الاختراق والتسريب "التي تسعى في جزء منها للتلاعب بالقصص في تعزيز مصالح الدولة الروسية.