يبدو أن كل المؤشرات تشير إلى أن قضية المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، ونجله هانتر وعلاقتهما مع أوكرانيا والصين باتت مؤكدة وليست حملة تضليل روسية، الأمر الذي قد يدفع مصير حملة جو بايدن إلى فضيحة أخطر من فضيحة إيميلات هيلاري كلينتون عام 2016، والتي كان لها دور مهم في خسارتها.

في هذا السياق صرح مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لشبكة "فوكس نيوز"، الثلاثاء، بأنه "يوجد مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) الكمبيوتر المحمول الذي يُزعم أنه ينتمي إلى هانتر بايدن والذي كان يحتوي على رسائل إلكترونية تكشف عن تعاملاته التجارية الخارجية، بما في ذلك الاتصالات مع أوكرانيا والصين".

كما علمت "فوكس نيوز" أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل يتفقون مع تقييم مدير المخابرات الوطنية، جون راتكليف، بأن الكمبيوتر المحمول ليس جزءاً من حملة تضليل روسية تستهدف جو بايدن. في الوقت نفسه قال مسؤول فيدرالي رفيع المستوى آخر في مجال إنفاذ القانون لـ"فوكس نيوز" إن رسائل البريد الإلكتروني "أصلية وليست مزورة".



يذكر أن جون راتكليف كان قد أعلن الاثنين أن الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن ورسائل البريد الإلكتروني الموجودة عليه "ليست جزءاً من بعض حملات التضليل الروسية"، على الرغم من ادعاءات رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، آدم شيف. وقال راتكليف: "دعني أكون واضحاً. مجتمع الاستخبارات لا يؤمن بذلك لأنه لا توجد معلومات استخباراتية تدعم ذلك. ولم نشارك أي معلومات استخبارية مع آدم شيف، أو أي عضو في الكونغرس".

إلى ذلك أوضح مسؤول كبير آخر بالإدارة الأميركية لـ"فوكس نيوز" أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يحقق حالياً في الكمبيوتر المحمول على أنه جزء من حملة تضليل روسية.

يشار إلى أنه تم كشف رسائل البريد الإلكتروني المعنية لأول مرة من قبل صحيفة "نيويورك بوست"، حيث ذكرت أن هانتر بايدن قدم والده، نائب الرئيس آنذاك، إلى مسؤول تنفيذي كبير في شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية "بوريسما القابضة" قبل أقل من عام من الضغط على المسؤولين الحكوميين في أوكرانيا لإقالة المدعي العام فيكتور شوكين، الذي كان يحقق مع مؤسس الشركة. والتقى جو بايدن، بناء على طلب هانتر، مع المدير التنفيذي للشركة، فاديم بوزهارسكي، في أبريل 2015 بالعاصمة واشنطن.

في المقابل، قالت حملة بايدن لـ"فوكس نيوز" الأحد إن نائب الرئيس السابق "لم يلتقِ قط" مع بوزارسكي.

وقبل ظهور رسائل البريد الإلكتروني، ادعى جو بايدن مراراً وتكراراً أنه "لم يتحدث مع ابنه عن تعاملاته التجارية في الخارج". وظهرت تعاملات هانتر بايدن التجارية ودوره في مجلس إدارة بورسما، خلال محاولة عزل دونالد ترمب عام 2019.

وفي حين لم يعلق جو بايدن على تلك الرسالة الإلكترونية أو تورطه المزعوم في أي صفقات مع شركة الطاقة الصينية، فإن حملته الانتخابية قالت إنها أصدرت وثائق الضرائب والعوائد الخاصة بنائب الرئيس السابق، والتي لا تعكس أي تورط في الاستثمارات الصينية.

في الوقت نفسه، تشمل الوثائق الإضافية التي حصلت عليها "فوكس نيوز" أوراق مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفصّل تفاعلات المكتب مع جون بول ماك إسحاق، صاحب "متجر ماك"، الذي أبلغ السلطات عن محتويات الكمبيوتر المحمول، وفق "نيويورك بوست". وحصل إسحاق على مذكرة استدعاء للإدلاء بشهادته أمام المحكمة الجزئية الأميركية بولاية ديلاوير في 9 ديسمبر 2019، وفقاً للوثائق. وحتى الآن، رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب المدعي العام في ولاية ديلاوير التعليق علناً على الوضع.