تلفزيون الشرق


قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، الخميس، إن الولايات المتحدة تجمعها علاقة "شراكة وثيقة" مع دولة الإمارات، مؤكداً أن واشنطن "لا تزال منفتحة" على إتمام صفقة طائرات "إف 35" إلا أنها "لن تتفاوض على شروطها".

ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان الإمارات تعليق المفاوضات بشأن الصفقة البالغ قيمتها 23 مليار دولار بسبب ما وصفته بـ"شروط أميركية مرهقة".

وأضاف كيربي، في إيجاز صحافي تعقيباً على الصفقة "في الواقع، كان وزير الدفاع لويس أوستن هناك (في الإمارات) منذ وقت ليس ببعيد لشكرهم، ليس فقط على مساهماتهم الأوسع للأمن الإقليمي ولكن بسبب المساعدة التي قدموها لنا في عملية الإجلاء من أفغانستان في أغسطس الماضي".


وتابع: "لقد كانت (الإمارات) شريكاً رئيسياً في هذا الجهد، ولا تزال شريكاً رئيسياً في العديد من الجهود الأخرى. لقد كانوا هنا، في الواقع أمس واليوم، من أجل الحوار العسكري المشترك. ستكون لدينا قراءة لذلك الاجتماع في وقت لاحق. لذا فإن كل الأدلة على الشراكة لا تزال قوية".

وكان كيربي يشير إلى زيارة وفد إماراتي لواشنطن بدأت الأربعاء وكانت مقررة سلفاً لإجراء محادثات استراتيجية.

"حوار عسكري"

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية، فإن وفداً إماراتياً يزور العاصمة واشنطن، يومي 15 و16 ديسمبر لحضور الحوار العسكري المشترك السنوي (JMD).

وقال بيان "البنتاجون"، إن "الحوار المشترك هو الأهم لتعزيز الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك مراجعة المصالح الأمنية المشتركة، وكذلك مناقشة مجموعة واسعة من الأهداف الاستراتيجية للعلاقة والتحديات في المنطقة".

وناقش الجانبان مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية والدفاعية، بما في ذلك "التهديدات الإيرانية"، فضلاً عن فرص لتوسيع التعاون مع دخول إسرائيل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم CENTCOM)، وقضايا الأمن البحري والدفاع الجوي والصاروخي والأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب".

كما ركزت مناقشات الاجتماع، وفق "البنتاجون"، على "الجهود المبذولة لمواجهة التهديدات الإقليمية واستراتيجية الدفاع العالمية للولايات المتحدة، ونهج وزارة الدفاع في التعامل مع الصين باعتباره (تحدياً سريعاً)".

وأكد البلدان التزامهما بـ"علاقة دفاعية ثنائية قوية"، واتفقا على "أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والإمارات باعتبارها شراكة قائمة على المصالح المشتركة والأولويات المشتركة"، حسبما ورد في البيان.

تعليق الصفقة

وكان مسؤول إماراتي، أكد الثلاثاء الماضي، أن أبوظبي أبلغت واشنطن، بتعليق المناقشات بشأن صفقة مقاتلات "إف 35" الأميركية. وأضاف أن "المتطلبات الفنية والقيود التشغيلية" ذات الطبيعة السيادية، بالإضافة إلى تحليل الكلفة مقابل الفائدة "أدت إلى إعادة تقييم" الصفقة.

وجاء الإعلان الإماراتي بعد أيام على موافقة الإمارات على شراء 80 مقاتلة رافال من فرنسا في صفقة بقيمة 14 مليار يورو (15.8 مليار دولار) خلال زيارة أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإمارات.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، استعداد الولايات المتحدة، للمضي قدماً في الصفقة "إذا كانت لا تزال راغبة".

وتضم الصفقة 50 مقاتلة من طراز "إف 35"، و18 طائرة مسيرة من طراز "إم كيو 9" وصواريخ جو-جو وصواريخ جو-أرض، بقيمة 23 مليار دولار.

وجدد جون كيربي، الخميس، التأكيد على رغبة الولايات المتحدة في المضي قدماً في الصفقة قائلاً "كما قلت منذ أيام، نحن ما زلنا نرغب في تنفيذ هذه الصفقة ومازلنا منفتحين على الحوار مع الإمارات العربية المتحدة حول هذا الموضوع".

لكنه في الوقت ذاته، أكد أن شروط ومتطلبات الولايات المتحدة المتعلقة ببيع مثل هذه الطائرات إلى أي جهة خارجية، "غير قابلة للتفاوض".

هجوم التنف

وفي سياق آخر تطرق كيربي، إلى تطورات الوضع في سوريا، رداً على سؤال صحافي عن ملابسات الطائرة المسيرة التي أسقطها الجيش الأميركي مساء الثلاثاء بالقرب من قاعدة التنف شرقي سوريا.

وقال كيربي، إن "القيادة المركزية الأميركية سبق أن تحدثت بالفعل عن هذا. ولكن كانت هناك مسيرتين تم تعقبهما لدى دخولهما منطقة منع الاشتباكات في قاعدة التنف مساء 14 ديسمبر".

وأضاف: "عندما واصلت إحدى هذه الطائرات مسارها بشكل أعمق في منطقة عدم النزاع، تم تقييمها على أنها تدل على نية عدائية وتم إسقاطها". وتابع أن "الثانية لم تنخرط، ومن المحتمل أنها غادرت المنطقة هناك".

لا إصابات ولا أضرار

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، "لا توجد حتى الآن مؤشرات أو تقارير عن وقوع إصابات ولا أضرار للمرافق، وأعتقد، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية وما أكدته المملكة المتحدة، أنهم أسقطوا في الواقع الطائرة الأخرى فوق سوريا".

ويأتي هذا الحادث بعد أسابيع فقط من هجوم على "قاعدة التنف" بـ5 طائرات مسيّرة بعضها محمّل بالمتفجرات، قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن إيران دبرته رداً على الغارات الإسرائيلية على سوريا.

ولم يسفر ذلك الهجوم عن إصابات أو ضحايا في صفوف القوات الأميركية، إلا أن المنشآت تعرضت لأضرار بالغة.

ويشتبه مسؤولون دفاعيون أميركيون، بأن إيران أو جماعات مسلحة مدعومة منها، تقف أيضاً وراء الحادث الذي وقع الثلاثاء الماضي، وفقاً لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.