مجلَّة «ناشيونال إنترست» الأمريكية


تشير تقييمات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والتقارير الإخبارية الواردة من أوكرانيا إلى معاناة القوات الروسية من مشاكل معنوية كبيرة، وهو العامل الذي من المرجَّح أن يقوض إرادة الجنود الروس في القتال، حسب مجلَّة "ناشيونال إنترست" الأميركية.

وقالت المجلَّة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه على عكس الأوكرانيين الذين يقاتلون من أجل وطنهم، فقد صدرت الأوامر لقوات موسكو بالمخاطرة بالموت لأسباب من غير المرجح أن تكون مهمة للغاية بالنسبة للجنود الروس.

وتابعت: "بالنظر للتأثير المتوقع لهذه المشكلة المعنوية التي تؤثر على أداء الجنود الروس، فإنَّ البعض يثير سؤالاً مهماً وهو: هل بالغ العالم في تقديره للقدرات العسكرية الروسية؟".


وأضافت المجلَّة أنه لا تزال قافلة القوات الروسية الضخمة المتجهة نحو كييف متوقفة، كما يكافح الجيش لمعالجة النكسات الكبيرة في الخدمات اللوجستية، فضلاً عن تعرض آليات حماية القوات الروسية للتحدي من خلال الكمائن الأوكرانية التي دمَّرت مركباتها القتالية في عدة نقاط الرئيسية.

قوة الجيش الروسي

ورأت المجلَّة أنه في حين أن العديد من المراقبين ربما استخفوا بعزيمة الجيش الأوكراني وبراعته القتالية وقوته الهائلة، فإنه يبدو أنَّ قوة الجيش الروسي قد يكون مُبالغاً فيها إلى حد كبير أيضاً.

وأشارت المجلَّة إلى أنه عندما سُئل المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي عن سبب عدم قدرة روسيا على استخدام ترسانتها الضخمة من الطائرات لتحقيق التفوق الجوي، قال إن تنسيق موسكو الجوي - الأرضي لم يكن فعالاً بشكل كبير، مؤكداً أن سماء أوكرانيا لا تزال "مُتنازعاً عليها"، وذلك بعدما أثبتت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية كفاءتها وفعاليتها.

وتساءلت المجلَّةُ عمَّا إذا كانت روسيا تمثل مجرد قوة من ورق؟ قائلة إنه على الرغم من استخدامها لما يصل إلى 12 ألف دبابة، فإن العديد من هذه الدبابات تنتمي لحقبة الحرب الباردة، ولذا فهي لا تتمتع بأجهزة الرؤية الحرارية المتقدمة، ولا الأسلحة وأنظمة القيادة والسيطرة اللازمة لتدمير الدبابات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الحديثة.

ومضت تقول: "لقد روّج بوتين لصورة عامة للأسلحة الروسية التي يقول إنها تعمل بسرعة تفوق سرعة الصوت، كما تتحدث وسائل الإعلام المملوكة للدولة باستمرار عن التجارب والتقنيات العسكرية الجديدة، وغالباً ما تظهر الطائرات المقاتلة الروسية من طراز "Su-57" من الجيل الخامس في الأخبار، فضلاً عن الترويج على مدى سنوات عديدة للدبابة الجديدة "تي-14 أرماتا".

وتابعت: "لكن بغض النظر عن التطور النسبي أو التفوق المحتمل لهذه الأنظمة، فإن هناك معادلة بسيطة بالأرقام يجب وضعها في الاعتبار"، إذ إنه وفقاً لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة، فإن الجيش الروسي لديه حوالي 12 طائرة فقط من طراز "Su-57"، وعدداً صغيراً من دبابات "تي-14" ولذا، فإنه حتى لو افترضنا أن طائرات "تي-14" تتمتع بالقدرة نفسها التي تدعيها روسيا، فإن عدد دبابات الناتو المتطورة سيفوقها في أي اشتباك كبير وفق المجلة.

واعتبرت المجلة أنه علاوة على ذلك، فإنه لا يوجد سبب لافتراض أنَّ دبابات "تي-14" ستتمكن من السيطرة في أي اشتباك على الطراز الأحدث من دبابات "أبرامز"، كما لا يوجد ما يثبت أنه يمكن للطائرات "Su-57" منافسة طائرات "إف-35".

البحرية الروسية

ووفقاً للمجلة، فإنه من المعروف على نطاق واسع، أن البحرية الروسية أضعف بكثير من البحرية الأميركية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجيل الخامس من قوات موسكو الجوية لا يُقارن بقوات الناتو، ولذا فإنه بسبب نقاط الضعف هذه، فإن هناك اعتقاد سائد منذ فترة طويلة بأن الحرب البرية تمثل القوة الرئيسية لروسيا.

وأضافت المجلة أنه على الرغم من ذلك، فإن غزو أوكرانيا يكشف أن القدرات القتالية البرية لروسيا، والتي لطالما كان يُعتقد أنها نموذجية، قد تم المُبالغة فيها بشكل كبير أيضاً.

وفي نهاية التقرير، أشارت المجلة إلى أنه يبدو أن وزير القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال يعتقد ذلك، إذ قال في مؤتمر صحافي يوم الخميس الماضي: "أرى أن الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين أخطأ للغاية في بعض الحسابات، وذلك لأنه استخف بشدة برد الفعل العالمي الذي يمكن أن يثيره غزو أوكرانيا، وقلل بشدة من إرادة وشجاعة الشعب الأوكراني، وبالغ في تقدير قدرات جيشه، وربما الأهم من ذلك أنه قلل بشدة من رد فعل الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها".