الأحداث الجارية على الساحة العالمية خصوصاً العسكرية منها، تنبئ بمجريات أمور ستحدث قريباً وفي ظل التصريحات التي يدلي بها زعماء الدول المتصارعة وكذلك التغريدات التي أطلقها هؤلاء الزعماء تعطينا دلالة واضحة أن في الجو غيماً وترادف الساحة العسكرية وشدة سخونتها مع الساحة السياسية والتلاسن والعبارات التي يطلقها كبار الزعماء على بعضهم البعض. أما الساحة الاقتصادية فقد حدد قوتها الأذكياء من القادة الذين أثبتوا للعالم بتخطيطاتهم المستقبلية أنهم الأذكى في العالم لذلك التنبؤات بقيام الحرب الثالثة أصبحت قاب قوسين أو أدنى خصوصاً في اتجاه دول فقدت السيطرة على إدارتها اقتصادياً وفقدت استمرار قوتها العسكرية ميدانياً ولكن في حال أن الحرب الثالثة اندلعت سيكون أطرافها دولاً وليست دولتين كما هو الحال بين روسيا وأوكرانيا وستكون الدول المتصارعة تشكل تحالفات كل دولتين أو ثلاث تناصر دولة معتدية أو معتدى عليها. والسؤال، لو قامت هذه الحرب وأطرافها أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين ممن يشكلون المعسكر الشرقي والغربي، نحن دول مجلس التعاون الخليجي مع من سنكون فالأوضاع تغيرت عن السابق أثناء حرب الخليج الأولى والثانية التي كانت تحمل طيات ورموزاً لم نعلم عن فك شفراتها إلا بعد حين كما أننا مررنا بتجارب عبر سنين طويلة من الاحتلال الغربي وعانى العرب منها الأمرين فبريطانيا وكما يقول عنها بوتين أن مشاكل العالم تأتي من بريطانيا التي سيطرت على نصف الدول العربية والخليج العربي باستثناء السعودية، أما فرنسا فقد قتلت مليون شهيد جزائري، وسيدة العالم، أمريكا، فقد سقطت عن وجهها الأقنعة، وبانت نواياها منذ عام 1979، حينما انقلبت على شاه إيران وأتت بالثورة الخمينية ونواياها عام 2011 في أحداث البحرين حينما حركت أسطولها الخامس لكي تتيح للزوارق الإيرانية الوصول إلى المنامة ولولا الله عز وجل ودخول قوات درع الجزيرة بقيادة السعودية لكانت كارثة وكذلك تعاونها مع جماعة الأخوان في مصر في حكم أوباما واعتراف هيلاري كلنتون أثناء رابعة العدوية قائلة لو نجحنا في تقسيم سيناء لتوجهنا إلى الكويت ولكن السعودية كشفت المخطط وآخر حدث لأمريكا تخليها عن أوكرانيا في حربها مع روسيا رغم أن بينهما معاهدة وقعت سنة 2004 ولكن أمريكا لا يوثق بها. إذن لدينا نحن دول مجلس التعاون الخليجي خبرة كافية تجعلنا مع من سنكون أو نقول للمتصارعين في الحرب الثالثة لو قامت بكيفكم تنطحنون كلكم ونرتاح منكم!

* كاتب ومحلل سياسي