حديث وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة خلال اللقاء المجتمعي مع أصحاب المجالس وممثليها الأسبوع الماضي وفر المثال على التكامل بين رجل الأمن والمواطن وأكد على أن للمواطن دوراً أساساً في تمكين رجل الأمن من القيام بمهامه وتحقيق النجاح، وهذا يعني أنه كلما كانت مشاركة المواطن لرجل الأمن فاعلة كلما كان المردود أكبر وصار صعباً خدش الأمن، وتمكن المواطن من العيش في أمان وسلام.

استغناء المواطن عن رجل الأمن أمر غير ممكن لأنه ببساطة يحتاجه في يومه وفي مواقف كثيرة، واستغناء رجل الأمن عن المواطن أمر غير ممكن أيضاً لأنه ببساطة النصف المكمل له والمفضي إلى تعزيز الشراكة المجتمعية، ولولا هذه الشراكة التي أكدها الوزير في كلمته لما تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من تحقيق ما حققته في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص.

تعاون المواطن مع رجل الأمن عزز –كما قال الوزير– مفاهيم الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة والحس بالمسؤولية، وحسب الوزير أيضاً فإن هذا يعني أن «الشراكة المجتمعية لم تعد مفهوماً نظرياً ولكن أصبحت قدوة حية نابعة من قيم البحرين الأصيلة» وتأكيده أن «شرطة البحرين تستمد رسالتها الأمنية من قيم وثقافة المجتمع البحريني ودوره الفاعل في إرساء مبادئ الأمن والسلام» وأن هذا «مكنها من الحفاظ على استتباب الأمن وبث الطمأنينة والسكينة لأبناء المجتمع».

مثالان يؤكدان كل ذلك، الأول النجاح الكبير الذي تحقق في موسم عاشوراء هذا العام بفضل جهود رجل الأمن وتعاون المواطن معه، والثاني النجاح الذي سيتحقق دونما شك خلال إجراء انتخابات مجلس النواب والمجالس البلدية، وهذا وذاك يعبران بصدق عن مستوى المسؤولية الوطنية لدى المواطن ورجل الأمن.

وزير الداخلية ختم كلمته بحقيقة ملخصها أن «تحقيق الأمن المجتمعي القائم على التماسك الاجتماعي يشكل المكون الحقيقي للجبهة الداخلية الوطنية التي تعمل بروح الفريق الواحد»، وهي رسالة ينبغي أن يفهمها مريدو السوء لهذا الوطن جيداً.