* عقوبات أمريكية تستهدف "الباسيج" ومصارف وشركات إيرانية

* أمريكا: "الباسيج" تشارك في العنف وتنتهك حقوق الإنسان وتجند الأطفال للقتال بسوريا

واشنطن - نشأت الإمام، (وكالات)



صنفت واشنطن، الثلاثاء، ميليشيات الباسيج الإيرانية على قائمة الإرهاب، وفرضت عليها عقوبات.

كما أعلنت الخزانة الأمريكية عن عقوبات جديدة على إيران. ويتعلق الأمر بمصرفي ميليت ومهر الإيرانيين، فضلا عن شركات إيرانية أخرى، بينها شركة للحديد والصلب وأخرى لتصنيع الجرارات.

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي الثلاثاء على إيران سلسلة أخرى من العقوبات، متهمة طهران بتجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة للقتال من أجل نظام بشار الأسد في سوريا.

وتستهدف العقوبات في المقام الأول قوة الباسيج، وهي الذراع المحلي لحرس الثورة الإسلامية الذي يركز على تجنيد الشباب الإيراني من أجل تحقيق أهداف النظام، وتضم قوات الباسيج شبكة واسعة من المجندين من كل مقاطعات البلاد، وقد اجتذبت صبيان من أفغانستان وضمتهم إليها، وفقاً لبيان صحفي صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية.

وتحدد الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الثلاثاء على وجه التحديد مجموعة من المؤسسات المصرفية والصناعية الإيرانية التي لها روابط مع "الباسيج"، حيث منعتهم من ممتلكاتهم في الولايات المتحدة وحظرت على الأشخاص الأمريكيين التعامل معها. وتشارك المؤسسات في نشاط اقتصادي يتراوح بين الاستثمارات والصناعات الثقيلة ولديها شبكات تمتد في جميع أنحاء العالم، وفقا لكبار المسؤولين في الإدارة.

وتعد العقوبات هي أحدث الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لزيادة الضغوط على إيران في أعقاب قرار الرئيس الامريكي سحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا العام. وفرضت الإدارة بالفعل عقوبات على مجموعة متنوعة من الصادرات الإيرانية وستضرب صناعة النفط الإيرانية بجولة جديدة من العقوبات في نوفمبر المقبل.

وقالت الادارة الامريكية ان العقوبات التي صدرت الثلاثاء تهدف الى توضيح انتهاكات حقوق الانسان التي يرتكبها النظام الايراني الذي يصادف ذكراه الاربعين هذا العام.

وقال مسؤول كبير في الادارة "تجنيد الاطفال في سن 12 عاما غير مقبول، هذا مثير للاشمئزاز، إنه أمر يدعو للأسف، إرسال الأطفال إلى سوريا من إيران أو أفغانستان للقتال ومن المحزن أن يموتوا حقًا، ونعتقد أنه من المهم جدًا أن يفهم العالم ما يفعلونه".

والعقوبات الامريكية الجديدة تشمل منظمة "الباسيج" وشبكات تدعم بنيتها التحتية، من بينها 5 شركات استثمارات وثلاثة مصارف.

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن الباسيج تشارك في عمليات العنف بالداخل الإيراني وانتهاكات حقوق الإنسان، كتجنيد الأطفال في القتال في سوريا.

وأكد المسؤولون أنه "لا نزال ندفع الدول لقطع صادرات النفط الإيراني، وهذا تركيزنا للرابع من نوفمبر وما بعده".

وكشف المصدر أن "المزيد من الشركات تغادر إيران يوميا، وهذا يكشف عن نقاط الضعف في الاقتصاد الإيراني".

ونقلت فرانس برس عن مسؤول أمريكي قوله للصحافيين "هذا جزء آخر مهم من حملتنا لممارسة أقصى ضغوط اقتصادية ضد النظام الإيراني، والتي ستستمر حتى يتوقف عن سلوكه الإجرامي والشرير".

وتعد الإدارة الأمريكية استراتيجية جديدة لها في سوريا، ستركز على مواجهة إيران والميليشيات التابعة لها، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.

وقال تقرير على موقع "إن بي سي نيوز" الأمريكي، إن الخطة تعتمد على عدة محاور لمواجهة إيران، تشمل تضييق الخناق على إيران ماليا، وزيادة الضغط السياسي والدبلوماسي عليها، وعدم تمويل مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الواقعة تحت السيطرة الإيرانية أو الروسية، إلى جانب فرض عقوبات على الشركات الإيرانية والروسية التي تعمل على إعادة الإعمار في سوريا.

وتأسست میليشیات الباسیج بأمر من المرشد الأول للنظام روح الله الخميني، بعد أشهر من انتصار الثورة التي أطاحت بالشاه الإيراني عام 1979 ويشرف عليها الحرس الثوري.

والمؤسسة تسمى بالفارسية "سازمان بسیج مستضعفین" أي "منظمة تعبئة المستضعفين" وهي ميليشيات تتكون من متطوعين من المدنيين ذكورا وإناثا، وكانت المنظمة تعرف في البداية باسم "قوة باسيج المقاومة"، حيث صوت عليها مجلس الشورى "البرلمان الإيراني" عام 1980 كجزء من قوات الحرس الثوري.

وتتبع قوات الباسيج كما الحرس الثوري سلطة المرشد الأعلى للنظام في إيران مباشرة، وعناصرها معروفون بالولاء لقائد الثورة، ويقدر عددهم حاليا بحوالي 5 ملايين منتسب وأغلبهم من الباسيج العادي، بينما الباسيج النظامي يصل عددهم إلى حوالي 100 ألف عنصر، بحسب الخبراء، لكن مسؤولي الباسيج والحرس الثوري يعلنون دائما أرقاما مرتفعة تصل حوالي 20 مليونا، لكي يوحوا للناس بأنهم حققوا أهداف الخميني بتشكيل جيش شعبي قوامه عشرون مليون منتسب.