من كان يصدق قبل 51 عاماً أن يكون للبحرين قوة تحميها وتصون أرضها؟! اجترحت البحرين كالعادة حلولاً غير مسبوقة. سابقت الزمن وأسست قوة دفاعها. حلم الشاب حمد بن عيسى الذي كان ولياً للعهد آنذاك صار حقيقة. الفكرة صارت جيشاً خلال وقت قياسي. تطلب ذلك كثيراً من الجهد، وكثيراً من العبقرية.

إنها حقيقة للتاريخ، ما كان للبحرين أن تملك جيشاً لولا بعد النظر الذي تمتع به حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مذ كان شاباً. وهي الرؤية نفسها التي حمت البحرين في أصعب الظروف وأحلك المواقف. معادلتها من النوع السهل الممتنع غير أن مفعولها لا يزال قوي التأثير. مفاد المعادلة أن للبحرين تحالفات مهمة جداً إقليمياً ودولياً غير أن الأرض تحميها سواعد أبنائها.

اُختبرت المعادلة أكثر من مرة، وكان نجاحها مفاجئاً للصديق قبل العدو. مثالها الأوضح في 2011 حين عبّر رجال قوة الدفاع عن شجاعة وحكمة بالغين في وقت أراد كثيرون رؤية البحرين تحترق.

وقبل ذلك، لطالما لعبت قوة دفاع البحرين أدواراً إقليمية في حماية مياه الخليج العربي من القرصنة والإرهاب، وفي الوقوف إلى جانب الأشقاء في الكويت. واليوم تقدم التضحيات على أرض اليمن دفاعاً عن عروبته ضمن استراتيجية خليجية للمبادئ والقيم دور كبير في صوغها.

بهدوء وصمت، يبني رجال القوة سياج الوطن، عيونهم مفتوحة على تهديدات لا يخفي أصحابها نواياها الخبيثة، يطلقونها يميناً وشمالاً بصوت يشبه قرع الطبول الفارغة، غير أن الصقور تقابل ذلك بمزيد من العمل والعلم والتسلح. وحين يختبر الرجال تظهر أفعالهم، وقد ظهرت، وأثبتت أن قوة دفاع البحرين باتت رقماً صعباً.

ليس من باب المباهاة أن يفاخر البحرينيون اليوم بقوة دفاعهم، بل من باب الثقة بالحاضر والمستقبل المسيجين بالأمن والاستقرار، وقد أثبتت الحوادث أنها ثقة لا تهتز. إذ يتذكر البحرينيون بكثير من العز الطمأنينة التي كانت تبثها كلمات القائد العام المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة حين كادت دعايات الظلام تخيم على سماء الوطن.

في الذكرى الـ51 لتأسيس قوة دفاع البحرين، نتذكر بعظيم الامتنان جهد جلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، في تأسيس جيشنا ودرعنا الحامي براً وبحراً وجواً.

في الذكرى الـ51، نتذكر بإجلال أرواح الشهداء التي سالت لتبقى البحرين مرفوعة الرأس، ونوجه ألف تحية لسواعد الرجال التي ما ارتعشت يوماً في دفاعها عن الوطن.

كل عام والبحرين أكثر منعة، كل عام وقوة دفاعنا أكثر شموخاً.