وكالة أنباء البحرين تمتلك صوراً تاريخية غالية في مضمونها، تمثل حقباً تاريخية من عمر هذا الوطن وثقت وتم الحفاظ عليها، لتكون مرجعاً وإرثاً عظيماً لأجيالنا القادمة، يتذكرون من خلالها كيف بدأت البحرين نهضتها، وكيف تأسست منظومات عديدة فيها. صور تحكي بدون كلام قصة هذا الوطن الجميل.

من بين هذا الإرث، تبرز صور تأسيس قوة دفاع البحرين، ومراحل التطور، وكيف وصلت لما هي عليه اليوم.

الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه، وضع البذرة الأولى لقيام هذه القوة، حينما كان ولياً للعهد. وقف بنفسه على الإعداد والبناء، نسج بعزيمته المنظومة العسكرية، وأعلن تحدياً صعباً يومها والبحرين تخطو أولى خطواتها كدولة مستقلة لها سيادتها المطلقة، حينما استقرأ المستقبل، ووجد بأن تأسيس هذه القوة هو ضمان لشموخ البحرين ووجودها واستمرارها، فكان ما كان، ووصلنا ليومنا هذا الذي تتمثل فيه قوة دفاع البحرين بدور الدرع الحصين والسد المنيع الذي يحفظ البحرين وأهلها، ومصنع الرجال الذين يهبون لنصرة أشقائهم في أي مكان.

بنفسه كان حمد بن عيسى «قلباً نابضاً»، لهذه القوة، كان هو القائد، وهو الضابط وهو الجندي وهو كل شيء يرمز للقوة العسكرية البحرينية، كان يسير بين الأفراد يعلمهم حب الوطن، وكيف أن هذا الحب ترخص الروح أمامه، كان يضع يده في التراب والوحل معهم، يتدرب ويحفز ويشجع ويوجه ويعلم، كان شاباً يافعاً يومها، لكنه بعزيمته كان ومازال قائداً محنكاً، حب البحرين يحركه، والذود عن ترابها دافعه، وصناعة الرجال حرفته.

قائدنا الأول حمد بن عيسى، يحق لك اليوم وكل يوم أن تتفاخر بما صنعته حين كنت شابا في بدايات قيادتك للمنظومات في البحرين، وما أوصلته لنا اليوم من دولة قوية ذات هيبة وسيادة، وذات قوة مدججة تصونها وتحفظ هويتها وتحمي أبناءها.

عزيمة وإلهام وقوة القائد حمد، تعاضدت معها شجاعة وبسالة رجال تسري البحرين في عروقهم، زملاء درب، وجنود حرب، وأعوان سلم، على رأسهم رفيق الدرب العسكري، الذراع القوية اليمنى لجلالة الملك، معالي المشير الشيخ خليفة بن أحمد، هذا الرجل الذي لم يشغله يوماً شيء عن حماية البحرين، وتعزيز منظومتها الدفاعية، وتطويرها، وعن التمثل بدور بطولي رجولي، كان ومازال وسيظل يلقي الرعب والخوف في قلوب من يستهدفون بلادنا.

الشجاع خليفة بن أحمد، رأيته في مواقف عدة بعيني، استمعت له مرات ومرات، صاحب كلام وطني مخلص ثابت، عزم وصلابة تجعل الدم يغلي في عروقك غيرة على البحرين، ثقة راسخة بأن هذه البلد محفوظة بإذن الله، وبعزم رجالها البواسل، فالبحرين ما دونها الدم، ودمنا يرخص لأجل البحرين.

حينما نحتفل كل عام بذكرى تأسيس قوة رفاع البحرين، لسنا نحتفي بمناسبة كأي مناسبة، نحتفل هنا بـ»قوة» هذا الوطن، بمنظومة تمثل للبحرين كياناً وهيبة وعزة وفخراً، نحتفل بمصنع للرجال الأوفياء، بمنبر يشع غيرة وعزماً وولاءً، يقول بكل شموخ وأنفة: نحن درع البحرين الحصين، وإن عدتم عدنا.