لو لم تكن بقناة الجزيرة القطرية من خطيئة غير تغريدات البذاءة والشتائم والقذف والسباب وكل أنواع الغمز واللمز والتعريض الصادرة من مذيعتها غادة عويس، على «تويتر»، لكفت القناة انحطاطاً وفجوراً في الخصومة والمقاطعة، وما دون ذلك فالقناة ليست بحاجة مسوغات إضافية للسقوط الإعلامي والمهني المريع وفقدان الثقة الكامل بسياساتها التحريرية وسلوكيات بعض من إعلاميي القناة.

طنين غادة عويس -وإن كان في ظاهره وباطنه موالاة ومغالاة وتملقاً لنظام الحمدين- غير أنه لم ينفك من الهجوم الممنهج ضد قبلة الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، في استعداء واضح وصريح لقرابة الملياري مسلم الذين يستظلون تحت راية آل سعود الميامين، وينعمون بتجهيزاتهم وتطويراتهم وتحديثاتهم المقدرة والجليلة والمستمرة لخدمة الحرمين الشريفين.

تغريدات بنت عويس، الغثة الجوفاء، الفارغة مضموناً وشكلاً، يؤطرها لؤم وخبث واسعان، يعكسان الحالة المتردية والتأزم النفسي الذي تعيشه، في خضم فقدانها التوازن الأخلاقي الذي اكتنفها منذ التصاقها والتحامها بالدواعش في سوريا وما شهده من تراجيديا مؤلمة، فكان أثره النفسي ظاهراً وترك بصمته عليها، فكان حالها إذا تركتها تلهث وإن حملت عليها كذلك تلهث بأسوأ ما فيها وبكل غباء، حتى حق فيها قول من قال «لا شي في العالم أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد».

لن تحرك حملات تغريد غادة عويس المفضوحة الأهداف، عارية المنطق، منعدمة الضمير، شعرة في صامد صلد متجذر بإرث آبائه وقناعاته وآماله لبلده وأمته العربية، و«المسكينة» لا تدري أن الله قضى أن البغض يصرع أهله، وأن على الباغي تدور الدوائر. فاستثمار بنت عويس الفاشل في الكراهية بالشتائم والسباب والقذف رمى بها في آتون أقلام السعوديين الحادة وألسنتهم المفوهة، فألزموها طائرها، وحجموها بحجمها الحقيقي المتضائل الذي قذفت به نفسها من غير أن تستقرئ العواقب أو أن تعرف كنه من تحارب وتستهدف.

غادة عويس التي نهضت من ساحات عدم في لبنان، فراراً من ويلات حزب الله الإرهابي، ضلت بتغريداتها الهوجاء موطئ تسكعها، وميدان حربها الحقيقي لصياغة الدنيا الجديدة -حسب زعمها-، فلم تعرف عدوها الحقيقي ولم تعرف أراضيها وأجواءها التي كان يمكن أن تسكنها بهدوء وسكينة، فأصبحت مثل غراب الشؤم الذي حاول عبثاً محاكاة الطاووس في خيلائه، فلم تبلغ مقامه ولم تستطع الرجوع، فأصبحت ما بين هذا وذاك مشوهةً في تقديم نفسها لمشاهديها ومتابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي، فكسبت بكل جدارة واستحقاق عدم احترام الجميع فقط «اللهم إلا من كان على شاكلتها».

السعودية يا هذه.. نعرفها نحن المسلمون في كل أصقاع الأرض ونجلها ونقدسها اعتقاداً وعزماً، ويحترمها كثير من أبناء طائفتك المارونية ويعرفون قدرها وعلاها، وما دون ذلك من شروخك المتناثرة ستصحبك «غير مأسوف عليك» إلى مكبّ نفايات وفضلات التاريخ، ولا نستطيع أن نكون في ذلك محايدين بأي قدر.