* روح التضامن والتكافل الاجتماعي التي نعيشها في أيام بحريننا الغالية، هي روح سارية في جسد المواطن البحريني الذي يعشق تراب أرضه، وهي روح تتجدد مع إطلالة شهر رمضان المبارك الذي يجدد معاني الخير في نفوسنا جميعا. فالجميع يتسارع لكي يترك أجمل الأثر في مساحات الحياة حتى يساهم في التخفيف عن جزء يسير من أعباء الحياة التي باتت ترهق كاهل الأسر المتعففة. فمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية بصرف الإعانة المضاعفة لأسر الخيرية الملكية والتي يستفيد منها ما يقارب 11 يتيماً وأرملة هي مبادرة جميلة في مساعدة الأسر في شراء احتياجات هذا الشهر الفضيل، وقد سار جلالته على أثر هذا النهج منذ ما يقارب 18 عاماً، حيث اعتاد صرف هذه الإعانات للمواسم السنوية منها شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى. في المقابل تفضل مشكورا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، بالأمر بمضاعفة مبلغ مساعدات الضمان الاجتماعي للأسر المستحقة ولمستحقات المعاقين بمناسبة الشهر الفضل، وهو أمر ليس بالغرب على سموه الذي اعتاد أن يتلمس حاجات مثل هذه الفئات مع قرب هذه المواسم. فجزاهما الله خير الجزاء وبارك في مساعيهما الخيرة وجعل عملهما في موازين حسناتهما يوم القيامة.

* تتسابق الجمعيات الخيرية مع إطلالة شهر رمضان المبارك في تنفيذ العديد من المشروعات الرمضانية لإعانة الأسر المحتاجة وتنفيس كرباتهم، والجميل أن هناك من الجمعيات من تتفنن في الإبداع في تنفيذ هذه المشروعات بما يساهم في جذب الأيادي البيضاء للمساهمة في تقوية المشروعات ووصول المساعدات إلى مستحقيها. ما نود التأكيد عليه وهو الذي يؤخذ بلا شك في الحسبان، الحرص على التأكد من إيصال هذه المساعدات لمستحقيها وفق الطرق المثلى، وأن لا تكون المساعدات مجرد «تأدية واجب»، من خلال توزيعها بشكل عشوائي، فالمتبرع اليوم يهتم بشكل كبير في التأمين على تبرعاته وأن يكون الشريك الفاعل في إيصالها للمحتاجين، فضلا عن إحاطته بشكل عملي قدر المستطاع بما تم للمشروعات التي تبر ع لها لمزيد من الثقة بين الطرفين. من هنا يأتي أهمية التواصل الفاعل مع المتبرعين وبخاصة للمشروعات التي تنفذ خارج البلاد منها بناء المساجد وحفر الآبار وغيرها. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.

* المقترح برغبة بصورة الاستعجال الذي طرحه عدد من النواب الأفاضل في جلسة مجلس النواب الأخيرة، بصرف عيدية قدرها 500 دينار لكل أسرة بحرينية، ونداء بعض النواب لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بالاستجابة لهذا المقترح لما يمثله من تنفيس للأسر وسد لحوائجهم مع كثرة الأعباء المعيشية في مثل هذه المواسم، فإني أشد على أيدي النواب في طرح مثل هذه المقترحات والمبادرات التي تمس حاجات المواطن البحريني والتي بلا شك سيكون لها المردود الكبير على نفسيات الأسر. ولعل جلالة الملك حفظه الله ورعاه قد أسعدنا في مرات كثيرة بمثل هذه المبادرات والمكرمات التي ستسعد الجميع.

* أجمل ما في جماعة المسجد، أنهم كلما افتقدوك وغبت عنهم كلما سألوا عنك، وبادروا بتحيتك بحرارة بعد عودتك. هي روح جميلة سارية كنا نلمسها في أيام «الطيبين» والتي كان المسجد حينها مثابة ملتقى الخير الذي تلتقي فيه الأرواح قبل الأجساد لتخلو بربها أولاً، ثم تتعانق مع محبيها في عمل الخير. صور هذا السؤال لا شك أنها ما زالت قائمة ولكنها ليست كمثل زمان «لول». الجميل أن الثلة الباقية من الآباء والأجداد هم من يبادرون بالسؤال ولو غبت عنهم صلاة واحدة من الصلوات. أدام الله الود والخير في مجتمع البحرين الطيب.

* إلى من سخر نفسه ليكون حجر عثرة في طريق الآخرين، ومتصيداً لعثراتهم وزلاتهم، ومستهزئاً من تحركاتهم ومقترحاتهم ومشاركاتهم. أما آن الأوان أن تنتبه لنفسك وتسخرها لتكون اليد البانية لصروح الخير، والخطوات الفاعلة لنشر قيم العطاء والأثر، وأن ترينا ما أنت فاعله في ميدان الحياة.. عندما التفت يمنة ويسرة لأتلمس أثر تلك النفوس فإني لا أجد إلا نقداً وتذمراً وتتبعاً للزلات والعثرات، في الوقت الذي بات فيه المجتمع بحاجة ماسة لمن يستفيد من خبراته وعطائه في عمل الخير. المبدأ الذي يجب أن يسير عليه الجميع.. أن ينظر للأمام ولا يلتفت للوراء ولا يتتبع هفوات الغير، فإن وجد ما يضيره ويقلل من فرص نجاحه، فليتركه وشأنه ولا يهدر وقته في التبرير والانزعاج.. فإن الناجح هو من يتقدم بثبات نحو تحقيق أهدافه. نريد أن نتلمس بصمات من يعطي الحلول للمشكلات، بدلاً أن يتصيد ويزيد من الشكوى والتذمر ويطعن في النوايا.

* أيام الخير هي أيام العمر التي نعيشها إن أحسنا الصنيع فيها، وإن أحسنا جودة الحياة. أيام الخير هي أيام مشاهدة أمام الأنظار، لا تحتاج إلى فتل العضلات ولا إلى تلميع الأسماء حتى يكتب اسمها في قائمة الشرف! أيام الخير هي تلك القلوب الصافية النقية التي تعمل من أجل أن ترضي ربها وتكتب مبادراتها الخيرة في صحائف الحسنات. تعمل بصمت ولا تكلف نفسها عناء أن تكون حاضرة في ميادين المسؤولين حتى يقال عنها «كفو عليك». أيام الخير هي التي نعيش دقائقها ونحن نتنفس الخير ونعشق بصمات الأثر بقلوبنا قبل أبداننا وخطوات أقدامنا. المزعج أن البعض كلما فتحت له صفحات الخير حتى يكتب اسمه معك بعيداً عن أضواء الحياة، كلما أصر أن يتدخل فيما لا يعنيه، ويصر أن يكون في مقدمة الركب حتى يصفق له الجميع. حينها تضطر أن تبعده عن مسيرك في الحياة حتى لا يزعجك بهذه التصرفات الساذجة. تضطر أن لا تعطيه الفرصة مجدداً حتى لا يؤثر على معطيات أيام الخير التي نذرت نفسك أن تتلمس حاجات أفرادها فتكون الأول في عمل الخير دون أن يعلم بذلك إلا ملك الملوك سبحانه وتعالى. اللهم سخرنا أن نكون دعاة خير وعطاء وأثر في أيام الخير نعيش أيامها حتى نلقاك بصالح الأعمال.. آمين.

* ومضة أمل:

نفسي تتوق لرمضان الخير.