الوطن- بيروت - بديع قرحاني



شيع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في تشييع مهيب وسط حضور أركان الدولة اللبنانية من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، إضافة إلى معظم الوزراء وقادة الأحزاب السياسية على تنوعها واختلاف مذاهبها وبمشاركة وفود شعبية لهذه الأحزاب وكان أبرزها المشاركة الشعبية للدروز تلبية لدعوة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

كما شارك في التشييع ممثلي عدد من الدول العربية والأوروبية وكان أبرزهم ممثل خادم الحرمين الشريفين د. وليد بخاري، الذي قال من بكركي: حضرنا اليوم بتكليف من خادم الحرمين الشريفين لأن البطريرك صفير من أهم ركائز السلام والعيش الواحد في لبنان ونحن نقتدي دائما برسالته في العالم وفي العالم العربي.

وقد لف الحزن معظم المناطق اللبنانية، وخيم على منطقة الجبل ذات الغالبية الدرزية وطرابلس شمال لبنان ذات الغالبية السنية، لما يمثله البطريرك الراحل في ضمير غالبية الأحرار في لبنان من مواقف لم يتجرأ عليها غير، وقد وصدف تشييع البطريرك صفير مع الذكرى الثلاثين لاغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد، ولم ينسى المسلمون السنة الموقف الوطني الكبير للبطريرك صفير عندما أعلن فتح أبواب بكركي لتقبل التعازي بالشهيد الشيخ حسن خالد.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري "شاءت الأقدار ان نودع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في ذكرى استشهاد المفتي حسن خالد. سيحفظهما التاريخ بأنهما كانا عظيمين من ⁧لبنان⁩ كرسا حياتهما لحماية العيش المشترك وتكريس دولة الاستقلال"



وقد أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن صفير "إذ يغيب عنا بالجسد فإنه باق بتشفعه في السماء وسنظل نسمع صوته في اعماله المنشورة، والوزنات الخمس التي منحه إياها الرب قد ثمرها بإخلاص وهو يعيدها اليوم إلى سيده مضاعفة".

ولفت إلى أن الراحل كان "على تنسيق دائم مع البابا يوحنا بولس الثاني وجالس رؤساء الدول الكبرى وظل شغله الشاغل شأن كنيسته المارونية وقاد الاصلاح الليتورجي". ووصفه بأنه كان "قليل الكلام لكنه حازم الموقف وكجبل لا يهزه ريح كان يزداد صلابة على شبه شجرة الأرز".

كما وصفه ب"عميد الكنيسة المارونية"، مشيرا إلى أن الشهادات عنه تجمع على أنه خسارة وطنية، وهو بطريرك الاستقلال الثاني والمصالحة والذي لا يتكرر.

من ناحية أخرى منح البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها باسمه الكاردينال ليوناردو ساندري في رتبة جناز البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، البركة الرسولية "لكل عائلة صفير وأقاربه وكل الاشخاص الذي رافقوه لسنيه الأخيرة ولكل الذين يشتركون في مراسيم هذه الجنازة".

وتقدم بالتعازي لأبناء الكنيسة المارونية "التي رعاها لسنين عديدة بكل وداعة وبكل حب، رجل حر شجاع، الكاردينال صفير قام برسالته بظروف مضطربة مدافعا غيورا عن سيادة واستقلال بلده وسيبقى وجها لامعا في تاريخ لبنان".

أما من جهة رئاسة الجمهورية فقد منح رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون البطريرك الراحل صفير الوشاح الأكبر من وسام الاستحقاق اللبناني.