في 30 مايو نقلت وسائل إعلام إيرانية عن خامنئي قوله خلال استقباله نخبة من الأساتذة الجامعيين «أن بلاده تعتبر السلاح النووي حراماً من الناحية الفقهية والشرعية، ولذلك هي لا تسعى إليه، وليس بسبب الولايات المتحدة أو الحظر». وأضاف «إن البعض كانوا يقولون فلننتج السلاح النووي ولكن لا نستخدمه؛ وهذا القول خاطئ أيضاً لأننا في حينه سننتجه بثمن باهظ ولا نستخدمه والطرف الآخر يعلم أيضاً بأننا لن نستخدمه، وهو ما يجعله بلا فائدة بالنسبة لنا».

طبعاً، هذا الكلام قيل في بداية الحديث عن منع الاستثناءات وزيادة العقوبات، وحين لم ينفع تحريم النووي شرعاً انتقل خامنئي إلى النقيض.

ففي يوم الإثنين أصبح الحرام حلالاً عند إيران، فهددت بتجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي من مخزونات اليورانيوم المخصب، في حال لم تتلقَّ رداً من الدول الأوروبية للمحافظة على الاتفاق النووي.

إذ قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، في مؤتمر صحفي، إن بلاده زادت من كمية إنتاج اليورانيوم المخصب إلى أربعة أضعاف بنسبة 3.67%، وهو الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي، إلا أنه قال إن إنتاج بلاده من اليورانيوم المخصب سيزداد «بوتيرة متسارعة».

الانتقال من الحلال إلى الحرام عند هذا الخامنئي مثل شرب الماء، وتغيير المواقف من النقيض إلى النقيض سهل للغاية دون أي تردد، ليس لأنه فاقد الذاكرة أو لأنه أصيب بالزهايمر ونسي ما قاله بالأمس.. لا أبداً، هو يتذكر جيداً ما قاله، لكن هو يعرف تمام المعرفة أن طبيعة أتباعه من فرس ومن عرب كالقطيع أعزكم الله لا يناقشون لا يتساءلون لا يشككون أصلاً أصلاً.. لا يفكرون.

لا يوجد قائد لا يعبأ بتشكيك أتباعه أو تفكيرهم مثل هذا الخامنئي وأردوغان معه، الاثنان يناقضان نفسيهما في اليوم ألف مرة، ومع ذلك يستمر القطيع التابع لهما بالتصفيق والتأييد والانتقال معهم من تأييد فكرة إلى تأييد نقيضها وهم لا يشعرون.

اليوم النووي حرام تجد الأتباع تحرمه تحريماً مغلظاً، وغداً النووي حلال تجد الكل يحلله ويجيزه ويجد له المبررات لامتلاكه.

العلاقة مع إسرائيل حرام وغداً يصافحونهم، وفي الحالتين الأتباع مؤيدون، المثلية حرام ولكن لأردوغان ولقطر يجوز استثناء لزوم ما يلزم!!

وهكذا تطول قائمة المتناقضات وتطول معها مشاهد الذل والخنوع والعمى البصري والبصيري لتبعية أسست على الطاعة وعدم التفكير.

أما عن خامنئي وإيران ونوويه الحرام الذي أصبح حلالاً، فلا جديد، أليس هو الزعيم «الإسلامي» الذي لم يؤدِّ فريضة الحج بعد؟.... عادي إذاً، فهذا ديدن هذا النظام منذ أن وجد الكذب، وتحريم الحلال وتحليل الحرام هو الثابت عنده.