في كل سنة يطرح الخريجون من الثانوية العامة جملة من الأسئلة حول التخصصات المناسبة التي يمكن أن يتوجهوا لها بما يحقق لهم مستوى دخل أفضل ونوعية عمل جيدة، بينما نسمع في السنوات الأخيرة عن كثير من الوظائف الآفلة والماضية إلى زوال في ظل ما نشهده من ثورات تكنولوجية متسارعة، وثورة الذكاء الاصطناعي الذي بات يحقق منجزاً يشكل فرقاً ضوئياً في عمر سنوات التقدم في مجالات عدة تعاطينا معها في سنوات سابقة ببطء شديد نرصد تطورات بسيطة أو بصيص تطورات ربما لم تتحقق حتى.

وقد عمل موقع «بزنس انسايدر» على نشر قائمة الوظائف التي يعتقد بأنها ستكون سريعة النمو وذات أجور مرتفعة، إذ ركزت هذه القائمة على أهمية التخصصات كالهندسة والتكنولوجيا والعلوم والرياضيات وأجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات، والبرمجة، إلى جانب التركيز على أهمية الابتكار والتصميم العام وتصميم التكنولوجيا والتفكير التحليلي.

وقد قدم الموقع جملة من الوظائف رجح تميزها في المستقبل وارتفاع أجرها، وقد حصر الموقع هذه الوظائف في وظيفة «المهندس الصناعي، مدرس علوم الغلاف الجوي والأرض والبحر والفضاء، عالم جيولوجيا، عالم هيدرولوجيا، مطور الويب، المسّاح، مطور برامج الأنظمة، مدرس الهندسة المعمارية، مهندس البيئة، مدرس الفيزياء، فني الهندسة المدنية، مدرس علوم كمبيوتر، مهندس الكهرباء، مهندس البترول». وبهذا تكون بين أيدينا خريطة مناسبة لاختيار التخصصات والمهن الأفضل والأكثر رواجاً في المستقبل.

يشير المختصون في الإرشاد المهني، أن أول ما على الطالب التركيز عليه في اختياره لوظيفته المستقبلية أو تخصصه الأكاديمي، هو ميوله ورغباته، وأن لا يركن الطالب في اختياراته إلى ما هو مطلوب في سوق العمل على نحو يتعارض جذرياً مع رغباته الحقيقية، وكذلك ألا يكون تركيزه في تحقيق طموح ذويه في تلك المهن التقليدية التي ذاع صيتها والتي اختزلت في أسماء رنانة نعرفها جميعاً كوظيفي الطبيب والمهندس، أو وظيفة المعلم خصوصاً للإناث. صحيح أن بعض تلك المهن قد جاء ذكرها بطريقة أو بأخرى ضمن المهن المستقبلية الناجحة، ولكن الفكرة أن الطالب النجيب عليه أن يوازن بين اختياراته المستقبلية وبين إمكانياته ومهاراته، ليتحقق لنفسه ولمجتمعه التميز المنشود من خلال ما يقدمه من عمل يكون راضٍ عنه ومقبلاً عليه بكامل شغفه.

* اختلاج النبض:

إن التحولات السريعة التي بتنا نشهدها في كافة المجالات، باتت تفرض علينا تغيير نظرتنا نحو المستقبل، وبالتالي تحقيق جاهزيتنا لما ينتظرنا هناك، حيث تختلف لغة العصر، وتتنوع معطياته ومتطلباته أيضاً. ما يجعل من الأهمية بمكان الوقوف على تلك الاستشرافات الهامة لمستقبل الوظائف والتخصصات.