هل تذكرون تلك العباءة التي يرتديها أحدهم فيختفي عن الأنظار تماماً، ويتحول إلى شبح يجول بين الناس ولا أحد يشعر به أو يراه، فيقوم بكثير من الأمور في وضح النهار مستغلاً كثيراً من الفرص التي تفتح فيها الأبواب المغلقة أو ليسرق مفاتيح مكان ما، أو يفعل ما يشاء؟!! لا شك أنكم تذكرونها جميعاً، فلطالما نظرنا إلى عباءات الإخفاء -التي نشاهدها في أفلام الكارتون وأفلام الخيال العلمي- على أنها حلم لم يطاله حتى الآن إلا جهابذة السحرة، وما زلنا بين حين وآخر على سبيل الطرافة أو على سبيل الأمنيات نتحدث بـ«لو كان بحوزتي عباءة الإخفاء».. وهو ملف أعتقد أننا لو فتحناه لكثير من الناس على سبيل الحقيقة لأوردوا لنا غرائب الأمنيات من كل فج عميق. ومن المثير حقاً أن الأمر قد أوشك أن يصبح حقيقة، بفضل جهود العلماء الذين يرون أنهم على بعد خطوة واحدة من التوصل إليه وكشف أسراره، وبالتالي القيام به على نحو حقيقي بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

يقول العلماء حول عباءة الإخفاء، أن لا شيء في الطبيعة يعمل بإخفاء الأشياء، ما يجعل المهمة أمامهم صعبة، ويستلزم بادئ ذي بدء ابتكار مادة خارقة قادرة على ذلك، لصنع العباءة منها. ويشير العلماء إلى أنه يتعين عليهم أولاً تصميم ذرات اصطناعية تتضمن أنواعاً معينة من المواد متناهية الصغر ولها صفات هيكلية محددة جداً. المحفز في الأمر أن فريقاً من الباحثين الكوريين الجنوبيين قد طوروا ذكاءً اصطناعياً قادراً على تصميم مواد خارقة جديدة ذات خصائص بصرية محددة. ولذلك يحدو العلماء الأمل أن يكون تحقيق حلمهم بصنع عباء الإخفاء وشيكاً.

ونعود إلى نقطة الانطلاقة، حيث أفلام الخيال العلمي، التي لم تقدم لنا عباءة الإخفاء وحسب، بل أرفقتها بـ«خريطة مارودر» التي تضطلع بمهمة إظهار مواقع الأشخاص بالخصائص السحرية أو الأشباح أو مرتدي العباءات غير المرئية، ويشار إلى أن تلك الخريطة لا يملكها أو يقدر على التعامل معها إلا حاملي الشهادة الجامعية السحرية بطريقة «هوجورتس» – مدرسة السحر والشعوذة الخيالية التي درس فيها «هاري بوتر» في بريطانيا.

* اختلاج النبض:

بما أن توصل العلماء إلى عباءة الإخفاء قد بات وشيكاً، فلعله من الضرورة بمكان البدء بالتفكير في تطبيق إلكتروني يشبه «خرائط قوقل»، للكشف عن مواقع مرتدي هذه العباءات ولو للاستخدامات الأمنية كبداية -شأن أغلب الاختراعات الأخرى- فكلنا يعلم أن الموضوع بقدر ما هو مثير وظريف، بقدر ما هو شائك ومربك وسيشرع الأبواب لارتكاب الجرائم.