حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، أعطى شعبه الحرية والتعبير عن الرأي وانعكس ذلك على الإنجازات الكبيرة والكثيرة التي نفخر بها في مجالات كثيرة على جميع الأصعدة، الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية وغيرها، مما فتح آفاقاً كثيرة للتنمية المستدامة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله. فقد كان تأسيس المجلس الوطني، بغرفتيه، «الشورى والنواب»، حصيلة العهد الإصلاحي، وما يتمتع به البرلمان من صلاحيات تشريعية ورقابية كنموذج واقعي للحقوق السياسية سبقها حقوق كثيرة منها حق الترشح والانتخاب لعموم الناس في المجتمع البحريني فتحولت مملكة البحرين بهذه التغييرات الهامة إلى دولة ديمقراطية يمارس الجميع فيها حقوقه الكثيرة.

التجربة البرلمانية في مملكة البحرين لن أقول إنها غير ناضجة، وإنما تجربة مرت بمراحل كثيرة يمكن وصفها بأنها مستقرة، تجربتنا البرلمانية ليست كما التجارب البرلمانية في الدول الكبرى فهي في بدايتها ولا تزال بحاجة إلى وقت من الزمن لكي تحقق الثبات والرسوخ والحال كذلك للمجتمع البحريني الذي يحتاج أيضاً للنضوج والتوعية المستمرة. ولكننا على يقين بأن التجربة البرلمانية البحرينية ستكون نموذجاً نفخر به في السنوات القادمة بإذن الله، وللأمانة، مجلس النواب الحالي اتسم بالتفاعل مع الشعب وبالشجاعة في الطرح، والتماس حاجة المجتمع لتشريعات تنهض به، فقد أصبح بعض النواب بالفعل صوت الشعب، صحيح بأن البعض منهم «مالهم حس» حتى أسمائهم ما نعرفها إلا أن هناك نواباً «بيضوا الوجه» في طرحهم لقضايانا وهمومنا، ربما يحتاج البعض إلى قوة الطرح والحجة ولكنها تجربة جديدة وسوف يحققون الأهداف المطلوبة في القريب.

ومع ذلك، هناك نقطة يجب أن تقال فإنه وبكل صراحة لا أحبذ من بعض النواب أسلوب الاستهزاء بالوزراء أو الاستصغار من شأنهم، أحياناً يشعرني النائب بأن هناك صراعاً شخصياً بينه وبين الوزير، وهذا بحاجة الى وقفة جادة أتمنى ان يكون الطرح موجه بطريقة احترافية لأدائه في العمل وفي وزارته، بعيدا عن الشخصنة والتهكم غير المبرر، فمهما يكن فهم من عوائل كريمة معروفة لهم أسر يجب احترامها، والشيء الآخر أنه علينا أيضاً احترام من اختارهم، بصراحة بعض الوزراء والمسؤولين «يتبهدلون»، عند مساءلتهم في مجلس النواب، وهذا لا نرضى به، لا علينا ولا عليهم، فليرتقي البعض في طرح الأسئلة، ولنجعل من التجربة البرلمانية ناجحة بكل مقاييسها، فهناك مساعٍ حثيثة لهدم هذه الإصلاحات وهذه الجهود، فعلينا ألا نكون المعول الذي يستغله البعض لردم إنجازاتنا وأهدافنا التنموية، علينا جميعاً كمجتمع بحريني متماسك أن نسعى لتقديم تجربتنا الديمقراطية ونتمسك بالمشروع الإصلاحي الذي يحفظ حقوقنا وحرياتنا.